التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: {وكان عرشه على الماء}

          قوله: (بَابٌ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء}[هود:7]): ذكر ابن المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثُمَّ قال: ([ترجم] على ذكر العرش بالتَّنبيه(1) على أنَّه مخلوقٌ، حادثٌ، مرتسمٌ بسمات الحُدُوث، متَّصفٌ بصفات الإمكان، وكلُّ ما ذكره مشتملٌ على ذكر العرش إلَّا قولَه: «وقال ابن عَبَّاس: المجيد: الكريم، والودود: الحبيب، يقال: حميد مجيد؛ كأنَّه فعيل من ماجد، محمود من حميد»، فهذا الفضل لا يتعلَّق بالعرش، ولكنَّه نبَّه على لطيفةٍ؛ وهو أنَّ {الْمَجِيدُ} في قوله: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}[البروج:15] _على قراءة الكسر_ لا يُتَخيَّل أنَّها صفةُ {الْعَرْشِ}، وأنَّه بذلك قديمٌ؛ بل هي صفة الحقِّ؛ بدليل قراءة الرفع، وبدليل اقترانها بـ {الْوَدُودُ}؛ وهي صفة الحقِّ؛ فيكون الكسرُ على الجِوار حينئذٍ، والله أعلم)، انتهى، وقد قرأ حمزةُ والكِسائيُّ: {الْمَجِيدِ}؛ بالكسر، والباقون بالرفع، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ(2) أَبُو العَالِيَةِ: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء}[البقرة:29]: ارْتَفَعَ): (أبو العَالِيَةِ): هو رُفيع بن مِهْرَان الرِّياحيُّ، كذا صَرَّحَ به الذَّهَبيُّ في مسألة العلوِّ في أوَّلها، قال شيخُنا: (وأثرُ أبي العالية أخرجه الطَّبَريُّ عن مُحَمَّد بن أبان: حَدَّثَنَا أبو بكر بن عيَّاش، عن حُصَين عنه)، وعزا الأثَرَين بعدَه؛ فأثرُ مجاهدٍ قال: (ذكره في «تفسيره» روايةَ ابن أبي نَجِيح عن ورقاء عنه، وأثرُ ابن عَبَّاس أخرجه البيهقيُّ من حديث عثمان بن سعيد الدارميِّ: حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن(3) صالح، عن ابن أبي طلحة عنه به)، انتهى.


[1] كذا في (أ)، وفي مصدره: (للتنبيه).
[2] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (قال)؛ بلا واو.
[3] زيد في (أ) تبعًا لمصدره: (أبي)، وما أثبت هو الصواب، فهو معاوية بن صالح الحضرمي قاضي الأندلس، انظر «تهذيب الكمال» ░28/186▒.