التلقيح لفهم قارئ الصحيح

قول الله تعالى: {ولتصنع على عيني}

          قوله: (بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}[طه:39]): ساق ابن المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثُمَّ قال: (وجه الاستدلال على إثبات العين لله _لا بمعنى الجارحة_ من قوله: «إنَّ الله ليس بأعورَ» [خ¦7408]: أنَّ العَوَرَ عُرفًا عدمُ العين، وضدُّ العَوَر ثبوتُ العَين، فلمَّا نفى عن الحقِّ جلَّ جلاله هذه النقيصةَ _وهي عدم العين_؛ لَزِم ثبوتُ الكلمات بضدِّها؛ وهو وجود العين، وهو على التمثيل والتقريب للفَهم، لا على إثبات الجارحة، وبين المتكلِّمين خلافٌ في مقتضى لفظ «العين» ونحوِها؛ فمنهم من جعلها صفاتٍ سمعيَّةً أثبتها السمع له، ولم يهتدِ إليها العقلُ، وكذلك «الوجه» و«اليد» و«الجنب»، ومنهم مَن جعلها كنايةً [عن] صفة البصر، و«اليد» كناية عن صفة القدرة، ومنهم مَن آمن بها إيمانًا بالغيب، وفوَّض في معناها إلى الله تعالى)، انتهى.
          قوله: (تُغَذَّى): هو بضَمِّ المُثَنَّاة فوق، وفتح الغين والذال المُشَدَّدة المعجمتين، قال ابن قُرقُول في (الغين مع الذال)؛ يعني: المعجمتين: (فثبتت هذه اللفظة عند الأصيليِّ والمستملي، وسقطت لغيرهما)، انتهى، ورأيتُ في نسخةٍ صحيحةٍ بغداديَّةٍ مقابَلةٍ بعدَّةِ نُسَخ _منها نسخة الصغانيِّ_ عُمِل في الأصل: (تُغَذَّى) كما ضبطتُه، وعُمِل عليها علامة راويها، وعُمِل في الهامش: (تُغَدَّى)؛ بإهمال الدال، وعُمِل عليها علامة راويها، وعُمِل في الحاشية أيضًا: (هذا عوض «تُغَذَّى»)، ونسبها لدار الذهب، والله أعلم. /