التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول الإمام لأصحابه: اذهبوا بنا نصلح

          ░3▒ (بَابُ: قَوْلِ الإِمَامِ لِأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ)
          2693- ذكر فيه حديثَ سهل بن سعدٍ (أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالحِجَارَةِ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ _صلعم_ بِذَلِكَ، فَقَالَ: اذْهَبُوا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ).
          الشَّرح: يشبه كما قال ابن بَطَّالٍ أن يكون في هذه القصَّة نزلت: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات:9] لا في قصَّة عبد الله بن أُبَيٍّ كما سلف، رُوِيَ عن الحسن أنَّ قومًا مِنَ المسلمين كان بينهم تنازعٌ حتَّى اضطربوا بالجريد والنِّعَال والأيدي، فأنزل الله فيهم الآيةَ.
          قال قَتادة: كان بينهما حقٌّ فتنازعا فيه، فقال أحدهما: لآخذنَّه عنوةً، وقال الآخر: بيني وبينك رسول الله _صلعم_ فتنازعا حتَّى كان بينهما ضربٌ بالأيدي والنِّعال، وقال قَتادة في تأويل هذه الآية قال: الأوسُ والخزرج اقتتلوا بالعصيِّ بينهم، وقد سلف كلُّ ذلك واضحًا [خ¦2691].
          وفيه خروجُ الإمام مع أصحابه للإصلاح بين النَّاس عند تفاقم أمورهم وشدَّة تنازعهم وقد سلف أيضًا [خ¦2691]، وفيه ما كان عليه _◙_ مِنَ التَّواضع والخضوع والحرص على قطع الخلاف وحسم دواعي الفُرْقة عن أمَّته كما وصفه الله تعالى.