التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الوكالة في قضاء الديون

          ░6▒ (بَابُ: الوَكَالَةِ فِي قَضَاءِ الدُّيُونِ)
          2306- ذَكر فيه حديثَ أبي هريرة: (أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ _صلعم_ يَتَقَاضَاهُ، فَأَغْلَظَ فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ _صلعم_: دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا، ثُمَّ قَالَ: أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ، فَقَاُلوا: لَا نَجِدُ إِلَّا أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ، فَقَالَ: أَعْطُوهُ، فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً).
          وقد أسلفنا في الباب قبله، ومعنى (أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ): خيرًا منه.
          وما ترجم له ظاهرٌ، فالوكالة في قضاء الدُّيون وجميع الحقوق جائزةٌ، ونهيُه عمَّا همُّوا به مِنِ استعمال مكارم الأخلاق، وقصَّةُ المغيرة مع الشابِّ الأنصاريِّ الَّذي جفا على الصِّدِّيق، فكسر المغيرةُ أنفَه، فاستعدى عليه الأنصاريُّ ليُقِيدَه الصِّدِّيقُ مِنَ المغيرة، فقال الصِّدِّيق: والله لَخروجهم مِنْ دارهم أقربُ إليهم مِنْ ذلك، أُقيدُ مِنْ وَزَعَةِ الله!. وكذا فعل المُغيرة برسول أهل مكَّة يوم المقاضاة، إذ كان يكلِّم رَسُول الله _صلعم_ ويشير بيده نحو لحيتِه الكريمة فضربَه المغيرةُ بسيفه مُغمَدًا، فقال: اقبض يدك عن لحية رَسُول الله _صلعم_ قبل ألَّا ترجع إليك، فلم يُنكِر ذلك عليه رَسُولُ الله صلعم.