عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول النبي: «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت»
  
              

          ░60▒ (ص) بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : «اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ».
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكرِ قوله عَلَيْهِ الصلاة والسلام: «اللَّهمَّ...» أي: يا الله اغفر لي ما قَدَّمتُ وما أخرتُ، قال النوويُّ: قال ذلك تواضعًا، وعدَّ ذلك على نفسه ذنبًا، وقيل: أراد ما كان عَن سهوٍ، وقيل: ما كان قبل النبوَّة، وعلى كلِّ حالٍ هو مغفورٌ له ما تَقَدَّمَ مِن ذنبه وما تأخَّر، فدعا بهذا وغيره تواضعًا، ولأنَّ الدعاء عبادة.
          قُلْت: هذا إرشادٌ لأمَّته وتعليمٌ لهم، وهو معصوم عَنِ الذنوب جميعها قبل النبوَّة وبعدها، ويحتمل أن يكون المراد ما قَدَّم الفاضل وأَخَّر الأفضل.