عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الدعاء للمشركين
  
              

          ░59▒ (ص) باب الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ الدعاء للمشركين، وقد تَقَدَّمَت هذه الترجمة في (كتاب الجهاد) لكن قال: باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألَّفهم، ثُمَّ أخرج حديثَ أبي هُرَيْرَة الذي هو حديث الباب، فوجه البابين؛ أعني: (باب الدعاء على المشركين) و(باب الدعاء للمشركين) باعتبارين؛ ففي الأَوَّل / مطلقُ الدعاء عليهم لأجل تماديهم على كفرهم وإيذائهم المسلمين، وفي الثاني الدعاءُ بالهداية ليتألَّفوا بالإسلام.
          فَإِنْ قُلْتَ: جاء في حديثٍ آخر: «اغفر لقومي فَإِنَّهُم لا يعلمون».
          قُلْت: معناه: اهدِهِم إلى الإسلام الذي يصحُّ معه المغفرة؛ لأنَّ ذنب الكفر لا يُغفَر، أو يكون المعنى: اغفِر لهم إن أسلموا.