عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الدعاء على المشركين
  
              

          ░58▒ (ص) بابُ الدُّعَاءِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان الدعاء على المشركين، ذكره هنا مطلقًا، وذكر في (كتاب الجهاد) : (باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة).
          (ص) وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ»، وَقَالَ: «اللَّهمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ».
          (ش) مطابقة هذا التعليق للترجمة ظاهرةٌ.
          ومضى هذا التعليق موصولًا في (كتاب الاستسقاء) وتَقَدَّمَ شرحه أيضًا.
          قوله: (وَقَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ) أي: بهلاكه، وسقط هذا التعليق مِن رواية أبي زيدٍ، وهو طرفٌ مِن حديث ابن مسعودٍ أيضًا في قصَّة سلى الجزور التي ألقاها أشقى القوم على ظهر النَّبِيِّ صلعم ، وقد مرَّت موصولةً في آخر (كتاب الطهارة).
          (ص) وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ ☻: دَعَا النَّبِيُّ صلعم فِي الصَّلَاةِ: «اللَّهمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا» حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ ╡ : {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}[آل عِمْرَان:128].
          (ش) مُطَابَقَتُهُ للتَّرْجَمَةِ ظَاهِرَةٌ.
          وهذا التعليق تَقَدَّمَ موصولًا في (غزوة أُحُدٍ) وفي (تفسير سورة آل عِمْرَان) وقال صاحب «التوضيح»: فيه حجَّةٌ على أبي حنيفة في قوله: لا يُدعى في الصلاة إلَّا بما في القرآن، وإنْ دعا بغيره بطلت.
          قُلْت: لا حجَّة عليه في ذلك؛ لأنَّ ذلك في صلاة التطوُّع، على أنَّ هذه الآية ناسخةٌ للعنة المنافقين في الصلاة والدعاء عليهم، وأنَّه عوّض عن ذلك القنوت في صلاة الصبح، رُوِيَ ذلك عن ابنِ وهبٍ وغيره.