عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الدعاء برفع الوباء والوجع
  
              

          ░43▒ (ص) باب الدُّعَاءِ بِرَفْعِ الْوَبَاءِ وَالْوَجَعِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ الدعاء برفع الوباء؛ بالمدِّ والقصر، فجمعُ المقصور: (أوباء)، وجمع الممدود: (أَوْبئة)، وهو المرض العامُّ، وقيل: الموت الذريع، وإنَّه أعمُّ مِنَ الطاعون؛ لأنَّ حقيقته مرضٌ عامٌّ ينشأ عَن فساد الهواء، ومنهم مَن قال: الوباء والطاعون مترادفان، وردَّ عليه بعضُهم بأنَّ الطاعون لا يدخل المدينة، وأنَّ الوباء وقع بالمدينة كما في حديث العُرَنييِّن.
          قُلْت: فيه نظرٌ؛ لأنَّ ابن الأثير قال: المرض العامُّ، وكذلك الوباء المرض العامُّ، وقوله: (الطاعون لا يدخل المدينة) يحتمل أن يقال: لا يدخل بعد قدوم النَّبِيِّ صلعم .
          قوله: (وَالْوَجَعِ) أي: الدعاء أيضًا برفع الوجع، وهو يطلق على كلِّ الأمراض، فيكون هذا العطف مِن باب عطف العامِّ على الخاصِّ، لكن باعتبار أنَّ منشأ الوباء خاصٌّ، وهو فساد الهواء بخلاف الوجع، فإنَّ له أسبابًا شتَّى، وباعتبار / أنَّ الوباء يطلق عليه المرض العامُّ يكون مِن باب عطف العامِّ على العامِّ.