عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم
  
              

          5779- (ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّد: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ أَبُو بَكْرٍ: أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: «مَنِ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ».
          (ش) لم أرَ أحدًا مِنَ الشُّرَّاح ذَكَرَ وجه إيراد هذا الحديث في هذا الباب، ولا سيَّما الشارح الذي يدَّعي أنَّ في هذا الفنِّ يُرْجع إليه، وظهر لي فيه شيءٌ مِنَ الأنوار الإلهيَّة وإن كان فيه بعض تعسُّف؛ وهو أنَّ الترجمة إِنَّما وُضِعَت للنهي عَنِ استعمال السمِّ مطلقًا، وفي الحديث ما يمنع ذلك مِنَ الأصل، فبين ذكرِهما متعاقبينِ وجهٌ ما لا يخفى.
          قوله: (حَدَّثَنِي مُحَمَّد) كذا وقع للأكثرين مجرَّدًا عَن نسبة، ووقع لأبي ذرٍّ عن المُسْتَمْلِي: <مُحَمَّد بن سَلَّام>.
          و(أَحْمَدُ بْنُ بَشِير) بفتح الباء المُوَحَّدة وكسر الشين المُعْجَمة، أبو بكر، مولى امرأة عَمْرو بن حُرَيث، الكوفيُّ، مِن أفراد البُخَاريِّ، وليس له عند «البخاريِّ» سِوى هذا الموضع، وقال ابن مَعين: لا بأسَ به، هكذا رواه عَبَّاس الدوريُّ عنه، وقال عثمان الدارميُّ عن ابن مَعين: متروكٌ، وردَّ عليه الخطيب وقال: التبس على عثمان بآخر يقال له: أحمد بن بشير، لكنَّ كنيته أبو جعفر، وهو بغداديٌّ مِن طبقة صاحب الترجمة، فلأجل ذلك قيَّد البُخَاريُّ أحمد بن بشير بذكر كنيته أبو بكرٍ؛ دفعًا للالتباس، مات هو بعد وكيعٍ بخمسة أيام، ومات وكيعٌ سنة تسعٍ وتسعين ومئة.
          والحديث قد مرَّ عن قريب في (باب الدواء بالعَجوة).