عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الحبة السوداء
  
              

          ░7▒ (ص) بابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان الحبَّة السوداء، وذكر منافعها، وقد فسَّره الزُّهْريُّ بأنَّها الشونيز، على ما يجيء في آخر الباب، قال القرطبيُّ: «الشَّونيز» قيَّده بعضُ مشايخنا بفتح الشين المُعْجَمة، وقال ابن الأعرابيِّ: «الشينيز» كذا يقوله العرب، وقال غيرُه: الشُّونيز؛ بالضمِّ، وهي الحبَّة الخضراء، والعرب تسمِّي الأخضر أسود، والأسودَ أخضرَ، وقال عبد اللطيف البغداديُّ المعروف بالمُطجَّن: هو الكمُّون الأسود، ويُسمَّى الكمُّون الهنديَّ، ومِن منافعه أنَّهُ يجلو ويقطع ويحلِّل ويشفي مِنَ الزكام إذا قُلِي واشتُمَّ، ويَقتل الدودَ إذا أُكِل على الريق، وإذا وُضِع في البطن مِن خارجٍ لطوخًا دهنُه ينفع مِن داء الحيَّة، ومِنَ الثآليل والخيلان، وإذا شُرِب منه بمثقالٍ نفع مِنَ البُهْر وضيق النَّفَس، ويَحْدرُ الطمثَ المحتبِسَ، والضِّماد به ينفع الصُّداع الباردَ، وإذا نُقِع منه سبعُ حبَّاتٍ بالعدد في لبن امرأةٍ ساعةً وسُعِطَ به صاحبُ اليَرَقان نفعه نفعًا بليغًا، وإذا طُبِخ بخلٍّ وخشبِ الصنوبر؛ نفع مِن وجع الأسنان مِن برْد [مضمضةٍ، ويدرُّ الطمثَ والبولَ واللبنَ، وإذا شُرِب بنطرون شفى مِن عُسر النَّفَس، وينفع مِن شرِّ الرُّتَيْلاء]، ودخنتُه تطرد الهوامَّ، وخاصيَّته تُذهِب الجُشَاء الحامضَ الكائن مِنَ البلغم والسوداء، وإذا تُضُمِّد به مع الخل نفع البثور والجرب المتقرِّح، وحلَّل الأورامَ البلغميَّة المزمنة والأورام الصلبة، وإذا خُلِط ببولٍ عتيقٍ ووُضِع على الثآليل المسماريَّة؛ قلعها، وإذا ضُمِّدت به السِّنُّ أخرج الدود الطوَّاف، وإذا نُقِع بخلٍّ واستُعِط به نفع / مِنَ الأوجاع المُزمِنة في الرأس ومِنَ اللقوة، وينفع مِنَ البَهَق والبَرَص طِلاءً بالخلِّ، ويُسقَى بالماء الحارِّ والعسل للحصاة في المثانة والكُلى، وإن عُجِن بماء الشيح أخرج الحيَّات مِنَ البطن، وإذا حُرِق وخُلِط بشمعٍ مُذابٍ ودُهن سوسنٍ وطُلِي على الرأس؛ نفع مِن تناثر الشعر، وإذا سُحِق مع دم الأفاعي أو دم الخطاطيف وطُلي به الوضَحُ؛ غيَّره، وإذا استُعِط بدهنِه نفع مِنَ الفالج والكُزاز، وقطع البِلَّة والبرد الذي يجتمع فيصير منه الفالج، وإذا سُحِق ونُخل واستُفَّ منه كلَّ يومٍ درهمين؛ نفع مِن عضَّة الكلْب الكلِب، وإذا سُحِق وشُرِب بسَكَنْجَبِين نفع مِن حُمَّيات الرِّبع المتقادمة، وإذا عُجِن بسمنٍ وعسلٍ نفع مِن أوجاع النفساء عند امتساك دم النفاس، وينفع أيضًا لوجع الأرحام، وإذا نُثِر على مقدَّم الرأس سخَّنه ونفع مِن توالي النزلات، وإذا خُلط في الأكحال جفَّف الماء النازلَ في العين، وإذا عُجِن بخلٍّ ودُهنِ وردٍ نفع مِن أنواع الجرب، وإذا ضُمِّد به أوجاع المفاصل نفعها، ويُخرِج الأجنة أحياءً وموتى والمشيمة.