عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب المن شفاء للعين
  
              

          ░20▒ (ص) بابٌ: الْمَنُّ شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذكَر فيه: المنُّ شفاءٌ للعين، وكذا وقع في رواية االأكثرين باللام، ووقع في رواية الأصيليِّ: <شفاءٌ مِنَ العين> ووجهه أنَّ المضاف فيه محذوفٌ؛ تقديرُه: المنُّ شفاءٌ مِن داء العين؛ مثل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف:82] أي: أهل القرية، وليس المراد مِن قوله: (المَنُّ) المصدر الذي هو الامتنان، بل المرادُ به هو العسلُ الحلوُ الذي ينزل مِنَ السماء على شجرٍ فيُؤخَذ منه، وهو الذي كان ينزل مِنَ السماء على بني إسرائيل، ووجه كونه شفاءً للعين أنَّهُ يُربَى به الكحلُ والتوتياء ونحوهما مِمَّا يُكتحَل به، فينتفع بذلك، وليس بأن يُكتَحل به وحده؛ لأنَّه يؤذي العين ويقذيها.