الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ما قيل في الزلازل والآيات

          ░27▒ (بَابُ مَا قِيلَ فِي الزَّلَازِلِ): بزاءين، جمع زلزلةٍ، وهي حركةُ الأرضِ واضطرابُها (واَلآيَاتِ): جمع آيةٍ، وهو العلامات للقيامةِ، أو العلامات على قدرةِ الله تعالى، وعطفُها على ما قبلَها عطف عامٍّ على خاصٍّ.
          قال في ((الفتح)): قيل: لمَّا كان هبوب الرِّيح يُوجِب الخوفَ المفضي إلى الخشوع والإنابةِ؛ كانت الزَّلزلة ونحوها مِن الآيات أَولى بذلك، لا سيما وقد نصَّ في الخبر على أنَّ كثرة الزَّلازل من أشراطِ الساعة، وقال الزَّين ابن المنيِّر: وجه إدخالِ هذه التَّرجمة في أبواب الاستسقاءِ: أنَّ وجود الزَّلزلة ونحوها يقع غالباً مع نزول المطرِ، وتقدَّم لنزول المطر دعاءٌ يخصُّه، فأراد البخاريُّ أن يبيِّن أنَّه لم يثبت على شرطه في القول عند الزَّلازل ونحوها شيءٌ، وهل يصلَّى عند وجودِها؟ حكى ابنُ المنذر فيه اختلافاً، وبه قال أحمدُ وإسحاقُ وجماعةٌ. انتهى.
          وسيأتي تمام الكلامِ على ذلك آخر البابِ.