الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب رفع الإمام يده في الاستسقاء

          ░22▒ (بَابُ رَفْعِ الإِمَامِ يَدَهُ فِي الِاسْتِسْقَاءِ): ثبتت الترجمة هكذا للحموي والمستملي.
          قال ابن رشيد: مقصوده بتكرير ((رفع الإمام يده)) وإن كانت الترجمة الَّتي قبلها متضمِّنةً له: أن يُفيد فائدةً زائدةً، وهي أنَّه لم يكن يفعل ذلك إلَّا في الاستسقاءِ، قال: ويحتمل أنَّه قصد التَّنصيص هنا بالقصدِ الأوَّل على رفع الإمامِ، كما قصد التَّنصيص في التَّرجمة السابقة بالقصد الأوَّل على رفع النَّاس وإن اندرج معه رفْعُ الإمام، قال: ويجوز أنَّه قصد بهذه / الترجمةِ كيفيَّة رفع الإمام يدَه لقوله: ((حتَّى يرى بياض إبطيه)). انتهى.
          وأقول: فيه أنَّه ثبت في أحاديث رفعه يدَيه في غير الاستسقاء، وسنذكر ذلك في هذا الباب قريباً.
          وقال الزَّين ابن المنيِّر: لا تكرار في هاتَين التَّرجمتَين؛ لأنَّ الأُولى: لبيان اتِّباع المأمومين الإمام في رفع اليدَين، والثَّانية: لإثباتِ رفع اليدَين للإمام في الاستسقاءِ.
          وقال شيخ الإسلام: هذه الترجمةُ ساقطةٌ من نسخةٍ للعلم بها من ترجمة الباب السَّابق، وفي أُخرى قبل الباب: ((╖)).
          تنبيه: ((يده)): بالإفراد في غالب النُّسخ؛ لكنَّ الإضافة للجنس فتصدق باليدَين ليطابق الحديث؛ فإنَّه بالتَّثنية، ولأنَّه المسنون، فافهم.