الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب تحويل الرداء في الاستسقاء

          ░4▒ (بَابُ تَحْوِيلِ الرِّدَاءِ): بكسر الرَّاء وبالمدِّ، معروفٌ (فِي الِاسْتِسْقَاءِ): قال الدَّمامينيُّ: وللجرجانيِّ: <تحريك> بالرَّاء والكاف، قيل: وهو وهمٌ. انتهى، ويمكن تصحيحه بأنَّ المراد بتحريك الرِّداء: تحويله.
          وقال في ((الفتح)): ترجم لمشروعيَّته خلافاً لمن نفاه، ثمَّ ترجم لكيفيَّته كما سيأتي؛ فتأمَّل.
          واعترضه العينيُّ: بأنَّ مشروعيَّته عُلمت مِن الحديث الَّذي أخرجه أوَّل كتاب الاستسقاء، وإنَّما أعاد الحديث لأمورٍ ثلاثةٍ؛ الأوَّل: أنَّه ترجم هنا بتحويل الرِّداء، الثَّاني: ليشيرَ إلى تغاير السَّند وبعض اختلافٍ في المتن، الثَّالث: صرَّح هنا بعبد الله بن زيد، وهناك أبهمَه بلفظ العمِّ. انتهى.
          وأقولُ: الغرض التَّنبيه على تحويل الرِّداء استقلالاً على أنَّ ما مضَى لمشروعيَّة الاستسقاء والخروج إلى الصَّحراء، وما هنا لمشروعيَّة تحويل الرِّداء، فافهم.