نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الدعاء في العيد سنة العيدين لأهل الإسلام

          ░3▒ (بابُ) سنية (الدُّعَاء فِي العِيْدِ) هكذا في رواية أبي ذرٍّ عن الحمويي، ومطابقته لحديث البراء ☺ في قوله: «يخطب» [خ¦951]، فإنَّ الخطبة تشتمل على الدُّعاء وغيره من أحكام العيد، وقد روى ابن عديٍّ من حديث واثلة: أنَّه لقي النبيَّ صلعم يوم عيدٍ فقال: تقبَّل الله منَّا ومنك، فقال: ((نعم تقبل الله منَّا ومنك))، لكن في إسناده محمَّد بن إبراهيم الشامي وهو ضعيفٌ، وقد تفرَّد به مرفوعاً.
          وخولف فيه فروى البيهقيُّ من حديث عبادة بن الصَّامت ☺ أنَّه سأل رسول الله صلعم عن ذلك فقال: ((ذاك فعل أهل الكتابين))، وإسناده ضعيفٌ أيضاً.
          لكن في «المحامليات» بإسنادٍ حسن: عن جُبير بن نُفير: أنَّ أصحاب النبيِّ صلعم كانوا إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك.
          وقد ضُرِب في بعض الأصول على قوله: ((الدعاء في العيد))، وهو ساقطٌ في رواية ابن عساكر، وقال ابن رُشَيد: أراه تصحيفاً، وكأنَّه كان: باب اللعب في العيد. انتهى.
          فيناسب حديث عائشة ☺ الثَّاني من حديثي الباب [خ¦952]، وفي رواية الأكثرين: <باب سنة العيدين لأهل الإسلام>، وعليه اقتصر الإسماعيليُّ وأبو نُعيم، وقُيِّد بأهل الإسلام إشارة إلى أنَّ سنَّة أهل الإسلام في العيد خلاف ما يفعله غير أهل الإسلام في أعيادهم كما ذكر في الحديث: ((إنَّ لكلِّ قومٍ عيداً، وهذا عيدنا)) [خ¦952].
          فإن قيل: الحديث الآتي في هذا الباب في بيان سنَّة عيد النحر، فما وجه قوله «سنة العيدين» بالتثنية؟
          فالجواب: أنَّ من أعظم سنن العيدين الصلاة ولا يخلو العيدان منهما، فلذلك ذكره بالتثنية.