إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل

          6587- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثنا“ (إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ) بالحاء(1) المهملة والزاي، الأسديُّ أحدُ الأعلام، وثبت لأبي ذرٍّ: ”الحزامي“ قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ) بضم الفاء آخره حاء مهملة، (قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي) فُليح بن سليمان العدويُّ مولاهم المدنيُّ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثنا“ (هِلَالٌ) ولأبي ذرٍّ: ”هلال بن عليٍّ“ وهو هلالُ بن أبي ميمونة، وهو هلالُ ابن أسامة نسبةً لجدِّه(2) (عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ) بالتَّحتية والمهملة المخفَّفة، الهلاليِّ، أبي محمَّدٍ المدنيِّ، مولى ميمونة (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: بَيْنَا) بغير ميم (أَنَا قَائِمٌ) بالقاف، أي: على الحوضِ (فإِذَا) بالفاء، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”نائمٌ“ بالنون ”إذا“ بإسقاط الفاء، ورواية الكُشميهنيِّ بالقاف في «قائم» أَوْجَهُ، ويُحتمل أنَّ توجَّه رواية النُّون أنَّه رأى في المنامِ ما سيقعُ في الآخرة، أي: بينا أنا نائمٌ إذا (زُمْرَةٌ) بضم الزاي وسكون الميم؛ أي(3): جماعة (حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ) أي: ملكٌ موكَّلٌ بذلك، لم يسمَّ (مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ) لهُم: (هَلُمَّ) أي: تعالَوا. قال النَّبيُّ: (فَقُلْتُ: أَيْنَ) تذهبُ بهم؟ (قَالَ) المَلَك: أذهبُ بهم (إِلَى النَّارِ(4) وَاللهِ) بالخفض بواو القَسَم. قال النَّبيُّ صلعم (5): (قُلْتُ) له: (وَمَا شَأْنُهُمْ) حتَّى تذهبَ بهم إلى النَّار؟ (قَالَ) الملَك: (إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ القَهْقَرَى) مقصورٌ، هو الرُّجوع إلى خلف، وفي العينيِّ: الرُّجوع على الدُّبر. وحكى أبو عُبيد: عن أبي عَمرو بن العلاء: القَهقَرى الإحضار(6)، كذا رواه ابن دريدٍ في «المصنَّف»، وفي رواية غير ابنِ دريد: القَهقَرى(7) قال أبو عليٍّ: وهو الصَّواب، وقيل: إنَّه من باب القهر (ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ) جماعة (حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ) لَهُم: (هَلُمَّ) تعالَوا (قُلْتُ) له: (أَيْنَ) تذهب بهم؟ (قَالَ: إِلَى النَّارِ وَاللهِ. قُلْتُ) له: (مَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ القَهْقَرَى) هو رجوعٌ مخصوصٌ كما مرَّ، وقيل: هو العَدْوُ‼ الشَّديدُ (فَلَا أُرَاهُ) بضم الهمزة، فلا أظنُّ أنَّه (يَخْلُصُ) بالخاء المعجمة وضمِّ اللام (مِنْهُمْ) بالميم والنون، من هؤلاء الَّذين دَنوا من الحوض وكادوا يَرِدونه فصُدُّوا / عنه من النَّار، ولأبي ذرٍّ: ”فيهم“ بالفاء والتَّحتية (إِلَّا مِثْلُ) بضم اللام (هَمَلِ النَّعَمِ) بفتح الهاء والميم، ضوال الإبل، واحدها: هاملٌ، أو الإبل بلا راعٍ، ولا يقال ذلك في الغنمِ؛ يعني: أنَّ النَّاجي منهم قليلٌ في قلَّة النَّعم الضَّالَّة، وهذا يشعرُ بأنَّهم صنفان كفَّارٌ وعصاةٌ.


[1] في (ص): «بفتح الحاء».
[2] في (د): «إلى جدِّه».
[3] «أي»: ليست في (د).
[4] قوله: «فقلت: أين... النار»: ليس في (د)، وزيد في (ج) و(ل): «قال النَّبيُّ صلعم ».
[5] «قال النَّبيُّ صلعم »: ليست في (د).
[6] في (س) و(د): «الإحصار».
[7] كذا في الأصول، والصواب: «القهمزى»، كما في «المشارق».