إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أول من يدعى يوم القيامة آدم

          6529- وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ) هو ابنُ أبي أُويسٍ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَخِي) عبد الحميد أبو بكرٍ (عَنْ سُلَيْمَانَ) بنِ بلال (عَنْ ثَوْرٍ) بالمثلَّثة المفتوحة / ، ابن زيدٍ الأيليّ(1) (عَنْ أَبِي الغَيْثِ) بفتح الغين المعجمة وسكون التحتية بعدها مثلَّثة، سالم مولى عبد الله بن مُطيعٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (أَنَّ النَّبِيَّ) ولأبي ذرٍّ: ”عن النَّبيِّ(2)“ ( صلعم ) أنَّه (قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى) بضم أوَّله وفتح ثالثه، أي: يُطلب (يَوْمَ القِيَامَةِ آدَمُ) ◙ (فَتَرَاءَى ذُرِّيَّتُهُ) كذا في الفرع كأصله(3) مكتوبةٌ بألفين بعد الرَّاء مصحَّحًا عليه. قال في «الفتح»: وهو بمثنَّاةٍ واحدةٍ ومدَّةٍ ثمَّ همزة مفتوحة مُمالة، وأصله: فتتراءى، فحذفت إحدى التَّاءين، وتراءى الشَّخصان تَقابلا بحيث صار كلٌّ منهما يتمكَّن من رؤية الآخر، وللإسماعيليِّ من طريق الدَّراورديِّ عن ثور: ”فتتراءى له ذرِّيَّته“ على الأصل (فَيُقَالُ) لهم: (هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ. فَيَقُولُ) آدم: (لَبَّيْكَ) ربِّ (وَسَعْدَيْكَ. فَيَقُولُ) الله تعالى له: (أَخْرِجْ) بفتح الهمزة وكسر الراء، فِعْلُ أمرٍ (بَعْثَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ) أي: الَّذين(4) استحقُّوا أن يُبعثوا إليها من جُملة النَّاس وميِّزهم وابعثْهُم إلى النَّار، وخصَّ آدم بذلك؛ لأنَّه وَالد الجميع، ولكونه كان(5) قد عرف أهل السَّعادة من أهل الشَّقاء، كما في حديث المعراج أنَّه عن يمينهِ أَسْودةٌ وعن شمالهِ أَسْودةٌ... الحديث. وظاهر هذا _كما قال في «الفتح»_: أنَّ خِطاب آدم بذلك أوَّل شيءٍ يَقع يوم القيامة (فَيَقُولُ) آدم: (يَا رَبِّ كَمْ أُخْرِجُ) بضم الهمزة وكسر الراء، منهم (فَيَقُولُ) الله ╡: (أَخْرِجْ) بفتح الهمزة وكسر الراء (مِنْ كُلِّ مِئَةٍ) من النَّاس (تِسْعَةً وَتِسْعِينَ) نفسًا (فَقَالُوا) أي: الصَّحابة: (يَا رَسُولَ اللهِ إِذَا أُخِذَ مِنَّا) بضم الهمزة وكسر المعجمة (مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، فَمَاذَا(6) يَبْقَى مِنَّا؟ قَالَ صلعم : إِنَّ أُمَّتِي فِي الأُمَمِ كَالشَّعَرَةِ البَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ) قال السَّفاقسيُّ: أطلق الشَّعرة وليس المراد حقيقةَ الواحد؛ لأنَّه لا يكون ثورٌ ليس في جلدِه غير شعرةٍ واحدةٍ من غيرِ لونه.
          ومطابقةُ الحديث للتَّرجمة يُحتمل أن تكون من جهة أنَّ الَّذي تضمَّنه إنَّما يكون بعد الحشر يوم القيامة. ورواتُه كلُّهم مدنيُّون وهو من أفرادهِ.


[1] في (د): «الديلي».
[2] في (د): «أن رسول الله».
[3] «كأصله»: ليست في (د).
[4] في (د): «الذي».
[5] «كان»: ليست في (د).
[6] في (ص): «فما».