إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك

          6527- وبه قال: (حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ) الدَّارميُّ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الحَارِثِ) الهُجَيْمِيُّ(1) البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ) بفتح الصاد المهملة وكسر الغين المعجمة، مسلمٌ القشيريُّ(2)، يُكنى أبا يونسَ(3) (عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) هو عبد الله بنُ عُبيد الله بن أبي مُلَيكة _بضم الميم وفتح اللام_ واسمه: زُهير المكِّيُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (القَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ) الصِّدِّيق التَّيميُّ (أَنَّ عَائِشَةَ) ♦ (قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ‼ صلعم : تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا) جمع: أَغْرَل، وهو الأقلَفُ وزنًا ومعنًى، وهو مَن بقيتْ غُرْلته، وهي الجلدةُ الَّتي يقطعُها الخاتنُ من الذَّكر، قال أبو هلال العسكريُّ: لا تلتقِي اللام مع الرَّاء في كلمة إلَّا في أربعٍ: أُرلٌ اسمُ جبلٍ، ووَرَلٌ اسمُ حيوانٍ، وحَرَلٌ ضربٌ من الحجارةِ، والغُرْلة. وزاد غيره: هَرَلٌ وَلد الزَّوجة، وبَرَلٌ الدِّيك الَّذي يستدبرُ بعنقهِ.
          (قَالَتْ عَائِشَةُ) ♦ : (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ) مبتدأٌ خبره (يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى) سَوأة (بَعْضٍ) وفيه معنى الاستفهام، ولِذا أجابها (فَقَالَ: الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاكِ) بغير لام وكسر الكاف، وضم تحتية «يُهِمّهم» وكسر الهاء من الرُّباعي، وجوَّز السَّفاقسيُّ الفتح ثمَّ الضم، من همَّه الشَّيء إذا أذاه. قال في «الفتح»: والأوَّل أولى، وعند التِّرمذيِّ والحاكم من طريق عثمان بن عبد الرَّحمن القُرظيِّ(4): قرأتْ عائشة {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الأنعام:94] فقالتْ: واسَوْأتاه الرِّجال والنِّساء يُحشرون جميعًا ينظرُ بعضُهم إلى سَوأة بعضٍ؟! فقال: «لكلِّ امرئٍ شأنٌ يُغنيه _وزاد_: لا يَنظر الرِّجال إلى النِّساء ولا النِّساء إلى الرِّجال».
          والحديثُ أخرجهُ مسلمٌ في صفةِ الحَشر، والنَّسائيُّ في «الجنائز» و«التَّفسير»، وابن ماجه في «الزُّهد».


[1] في (ج) و(ل): «الجُهَنيُّ».
[2] في (د): «التستري».
[3] في (ب) و(س) و(ص): «موسى».
[4] في (د): «القرطبي».