إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إنكم ملاقو الله حفاةً عراةً مشاةً غرلًا

          6524- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ) هو ابنُ المدينيِّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عُيينة (قَالَ عَمْرٌو) بفتح العين، ابنُ دينار: (سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ) بضم الجيم وفتح الموحدة، يقول: (سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ) ☻ ، يقول: (سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: إِنَّكُمْ مُلَاقُو اللهِ) ╡ في الموقف بعد البَعث، حال كونكُم (حُفَاةً) بضم المهملة وتخفيف الفاء، بلا خُفٍّ ولا نَعلٍ (عُرَاةً) بضم العين المهملة، وهذا ظاهرُه يُعارض حديث أبي سعيدٍ المروي عند أبي داود، وصحَّحه ابن حبَّان أنَّه لمَّا حضره الموت دَعا بثيابٍ جُددٍ فلبسها، وقال: سمعتُ رسولَ الله صلعم يقول: «إنَّ الميِّتَ يُبعثُ في ثيابهِ الَّتي يموتُ فيها» لكنْ جُمِعَ بينها بأنَّهم يخرجون من القبورِ بأثوابهِم الَّتي دُفنوا فيها، ثمَّ تتناثرُ عنهم عند ابتداءِ الحشر فيُحشرون عُراةً، وحملَه بعضُهم على العمل، كقوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ}[الأعراف:26] (مُشَاةً) بضم الميم بعدها معجمة، غير راكبين (غُرْلًا) بضم المعجمة وسكون الراء، جمع: أَغْرَلَ، وهو الأقلَفُ‼، والغُرْلة: القُلْفة، وهو ما يُقطعُ من فرجِ(1) الذَّكر.
          (قالَ سُفْيَانُ) بن عُيينة، بالإسناد السَّابق: (هَذَا) الحديث (مِمَّا نَعُدُّ) بنون مفتوحة وضم العين، ولابن عساكرَ: ”يُعَدُّ“ بتحتية مضمومة وفتح العين (أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ) ☻ (سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلعم ) وقد ضبطَه(2) غندرٌ، فقال: إنَّه عشرة أحاديث. وعن أبي داود صاحب «السُّنن» ويحيى بنُ معينٍ ويحيى القطَّان تسعةٌ. وقال الحافظُ ابن حجرٍ: إنَّها تزيدُ على الأربعين ما بين صحيحٍ وحسنٍ خارجًا عن الضَّعيف، وزائدًا أيضًا / على ما هو في حكمِ السَّماع كحكايتهِ حضور شيءٍ فُعل بحضرة النَّبيِّ صلعم .


[1] في (د): «جلد».
[2] في (د): «وصله».