إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أف

          6038- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكيُّ، أنَّه (سَمِعَ سَلَّامَ بْنَ مِسْكِينٍ) بتشديد اللام، النَّمَريُّ _بالنون_ (قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا) البُنانيُّ (يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ ☺ ‼ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلعم عَشْرَ سِنِينَ) / استُشكل بما في مسلمٍ من طريقِ إسحاق بنِ أبي طلحة، عن أنس والله لقد خدمتُه تسعَ سنين. وأُجيب بأنَّه خدمه تسع سنين وأشهر، و(1)حينئذٍ ففي رواية عشر سنين جبر الكسر، وفي رواية تسع ألغاهُ (فَمَا قَالَ لِي: أُفِّ) بضم الهمزة وكسر الفاء مشددة من غير تنوين، ولأبي ذرٍّ(2) بفتحها، وفيها أربعون لغة ذكرتُها في كتابي الكبير في القراءات الأربعة عشر، وهو صوتٌ يدلُّ على التَّضجُّر (وَلَا لِمَ صَنَعْتَ؟) كذا وكذا (وَلَا أَلَّا) بفتح الهمزة وتشديد اللام، أي: هلَّا (صَنَعْتَ) كذا وكذا، وفيه تنزيهُ اللِّسان عن(3) الزَّجر، واستئلافِ خاطر الخادمِ بترك معاتبتهِ، وهذا(4) في الأمور المتعلِّقة بحظِّ الإنسان، أمَّا الأمورُ الشَّرعيَّة فلا يتسامحُ فيها على ما لا يخفَى.
          والحديث أخرجه مسلمٌ.


[1] في (د): «أو».
[2] في (د) زيادة: «أن».
[3] في (ص): «من».
[4] في (د) و(ع) زيادة: «الحديث».