إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان النبي أحسن الناس وأجود الناس

          6033- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ) الواسطيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ _هُو: ابنُ زَيْدٍ_) أي: ابنُ درهم، الإمام، أبو إسماعيل الأزديُّ (عَنْ ثَابِتٍ) البُنانيِّ (عَنْ أَنَسٍ) ☺ ، أنَّه (قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلعم أَحْسَنَ النَّاسِ) خَلْقًا وخُلُقًا (وَأَجْوَدَ النَّاسِ) أي: أكثرهُم إعطاء(1) لِمَا يقدرُ عليه (وَأَشْجَعَ النَّاسِ) أي: أكثرهم إقدامًا إلى العدوِّ في الجهادِ مع عدم الفرارِ، وحسن الصُّورة تابع لاعتدالِ المزاج، وهو مُستتبعٌ لصفاءِ النَّفس الَّذي به جودةُ القَرِيحة ونحوها، وهذه الثَّلاث هي أمَّهات الأخلاق (وَلَقَدْ فَزِعَ) بكسر الزاي؛ أي(2): خاف (أَهْلُ المَدِينَةِ) لمَّا سمعوا صوتًا في اللَّيل أن يَهْجِم عليهم عدوٌّ (ذَاتَ لَيْلَةٍ) لفظ «ذات» مقحمة (فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ) أي: جهتهِ (فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صلعم قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ) واستكشفَ الخبرَ فلم يجدْ ما يخاف منه فرجعَ (وَهْوَ يَقُولُ) لهم تأنيسًا وتسكينًا لروعهم: (لَنْ تُرَاعُوا، لَنْ تُرَاعُوا) مرَّتين، ولأبي ذرٍّ(3): ”لم تراعوا“ بالميم فيهما. قال الكِرْمانيُّ وغيره(4): أي لا تُراعوا، جحدٌ بمعنى النَّهي، أي: لا تَفزعوا. وقال صاحب «المصابيح» _في قول «التَّنقيح»: «لم» بمعنى لا، ومعناهُ لا تَفزعوا_: لا أعلم(5) أحدًا‼ من النُّحَّاة قال بأن(6) «لم» تردْ بمعنى لا النَّاهية فحرِّره (وَهْوَ) أي: والحالُ أنَّه صلعم (عَلَى فَرَسٍ) اسمه: مندوبٌ (لأَبِي طَلْحَةَ) زيدِ بن سهلٍ الأنصاريِّ (عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ) تفسيرٌ لسابقه (فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ(7)، فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُهُ) أي: الفرس (بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ(8)) أي: كالبحرِ في سعة جريهِ.
          والحديث سبق في «الجهاد» [خ¦2908].


[1] في (د): «عطاء».
[2] قوله: «أي»: ليس في (د) و(ص) و(ع).
[3] في (د) و(ع): «في نسخة».
[4] قوله: «وغيره»: ليس في (د) و(ع).
[5] في (ع) زيادة: «أن».
[6] في (ع): «أن».
[7] قوله: «في عنقه سيف»: ليس في (ع).
[8] قوله: «أو إنه بحر»: ليس في (ع) و(د).