إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب الصبر على الأذى

          ░71▒ (بابُ) فضيلةِ (الصَّبْرِ) أي: حبسُ النَّفس عن المجازاة (على الأَذَى) قولًا وفعلًا، ولأبي ذرٍّ: ”في الأذَى“ / (وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى) بالجرِّ عطفًا على المجرور السَّابق: ({إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ}) على تحمُّل المشاق من تجرُّع الغُصص، واحتمالِ البلايا في طاعةِ الله، وازدياد الخير ({أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر:10]) قال ابن عبَّاسٍ ☻ : لا يهتدي إليه حسابُ الحُسَّابِ ولا يُعرف. وقال مالكُ بن أنسٍ: هو الصَّبر على فجائع الدُّنيا وأحزانِها.
          وقد ذكرَ الله تعالى الصَّبر في خمسةٍ وتسعين موضعًا من القرآن. وفي «الصحيحين» حديث «ما أُعطي أحدٌ عطاءً(1) خيرًا وأوسعَ من الصَّبر» [خ¦1469] وهو عبارةٌ عن ثباتِ باعث الدِّين في مقاومةِ باعثِ الهوى، قاله(2) في «قوت الأحياء» وفي البلاء كتم الشَّكوى لغيره تعالى، والصَّبي والمجنون فيه مثابان إذ كسبهما التَّوجُّع ولا صبرَ عليهما، فتأثيرُ البلاءِ بلا صبرٍ في التَّفكير غالبًا، ومع الصَّبر فمزيد(3) الأجرِ، {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}[الإنسان:12].


[1] قوله: «عطاء»: ليس في (د).
[2] في (د): «قال».
[3] في (د): «في مزيد».