إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن من أخيركم أحسنكم خلقًا

          6029- وبه قال: (حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ) الحوضيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ سُلَيْمَانَ) ابنِ مهران الأعمش، أنَّه قال: (سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ) شقيقَ بن سلمة، يقول: (سَمِعْتُ مَسْرُوقًا) أي: ابن الأجدع (قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو) بفتح العين، ابن العاص (ح) قال المؤلِّف(1): (وحَدَّثَنَا) بالواو لأبي ذرٍّ (قُتَيْبَةُ) بن سعيدٍ قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) هو: ابنُ عبد الحميد (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان (عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ) أبي وائل (عَنْ مَسْرُوقٍ) هو: ابنُ الأجدع، أنَّه (قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو) هو: ابنُ العاص ☻ (حِينَ قَدِمَ مَعَ مُعَاوِيَةَ) بن أبي سفيان ☺ (إِلَى الكُوفَةِ) سنة إحدى وأربعين (فَذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صلعم فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا) بتشديد الحاء المهملة، والفحش: كلُّ ما خرج عن مقدارهِ حتَّى يُستقبحَ، ويكون في القولِ والفعلِ والصِّفة. يقال: طويلٌ فاحشٌ، إذا أفرط في الطُّول، لكنَّ استعماله في القولِ أكثر (وَقَالَ) عبد الله بن عَمرو: (قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ) بإثبات الهمزة، بوزن أفضلِكُم على الأصلِ إلَّا أنَّهم تركوهُ غالبًا فيها وفي شرٍّ، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”من خيركُم“ (أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا) بضمتين، والرِّوايتان بمعنًى. يقال: فلانٌ خيرٌ من فلانٍ، أي: أفضل منه. وقال في «الفتح»: ووقع في بعضِها بلفظ: ”متفاحشًا“(2). والخُلُق ملكةً تصدرُ بها الأفعال بسهولةٍ من غير تفكُّرٍ.
          والحديث مضى في «باب صفة النَّبيِّ صلعم » [خ¦3559].


[1] قوله: «ح قال المؤلف»: ليس في (ع)، «ح»: ليست في (د).
[2] بدل قوله: «في بعضها بلفظ: متفاحشًا»: بياض في (ع)، وفي (د): ووقع هنا للكشميهنيِّ: ”إن خيركم“ وتبيَّن بالرِّواية الأخرى أنَّ «مِن» مزادةٌ فيه. انتهى. قال الشيخ قطة ☼ : ولعلَّ محل العبارة بعد قوله: «ولا متفحشًا».