إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان رسول الله يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه

          1141- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن يحيى القرشيُّ العامريُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي)‼ بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) هو ابن أبي كثير المدنيُّ (عَنْ حُمَيْدٍ) الطَّويل (أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا) ولأبي ذرٍّ والأَصيليِّ: ”أنس بن مالك“ ( ☺ ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنْهُ) أي: من الشَّهر، زاد الأَصيليُّ وأبو ذَرٍّ: ”شيئًا“ (وَ) كان ╕ / (يَصُومُ) منه(1) (حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يُفْطِرَ) بالنَّصب، وللأَصيليِّ: ”أنَّه لا يفطرُ“ بالرَّفع (مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ) ╕ (لَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ) مصلِّيًا (وَلَا) تشاء أن تراه من اللَّيل (نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ) نائمًا، أي: ما أردنا منه ╕ أمرًا إلَّا وجدناه عليه، إن أردنا أن يكون مصلِّيًا؛ وجدناه مصلِّيًا، وإن أردنا أن نراه نائمًا وجدناه نائمًا، وهو يدلُّ على أنَّه ربَّما نام كلَّ اللَّيل، وهذا سبيلُ التَّطوُّع، فلو استمرَّ الوجوب في قوله: {قُمِ اللَّيْلَ }[المزمل:2] لما أخلَّ بالقيام، وفيه أيضًا: أنَّ صلاتَه ونومه كانا يختلفان(2) باللَّيل، وأنَّه(3) لا يُرتِّب وقتًا معيَّنًا، بل بحسب ما تيسَّر له من القيام(4)، لا يقال: يعارضه قول عائشة [خ¦1132]: «كان إذا سمع الصَّارخَ قام»؛ فإنَّ كلًّا من عائشة وأنس أَخبر بما اطَّلع عليه.
          ورواته ما بين مدنيٍّ وبصريٍّ(5)، وفيه التَّحديث والعنعنة والسَّماع والقول، وأخرجه المؤلِّف أيضًا في «الصَّوم» [خ¦1972].
          (تَابَعَهُ) أي: تابع محمَّد بن جعفر عن حميدٍ (سُلَيْمَانُ) هو ابن بلالٍ، كما جزم به خلفٌ (وَأَبُو خَالِدٍ) سليمان بن حيَّان (الأَحْمَرُ) أو الواو زائدةٌ في «وأبو» من النَّاسخ؛ فإنَّ أبا خالد اسمه سليمان (عَنْ حُمَيْدٍ) الطَّويل، ومتابعةُ أبي خالدٍ وصلها المؤلِّف في «الصَّوم» [خ¦1972].


[1] في غير (ب) و(س): «فيه».
[2] في (ب) و(س): «كان يختلف»،كذا في «الفتح».
[3] «أنه»: مثبتٌ من (ب) و(س).
[4] في غير (ص) و(م): «قيام اللَّيل».
[5] في (د): «ومصري»، وليس بصحيحٍ.