الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب احتيال العامل ليهدى له

          ░15▒ (باب: احتيال العامل ليُهدى له)
          قالَ العلَّامةُ القَسْطَلَّانيُّ: أي: كراهية(1) احتيال العامل الَّذِي يتولَّى في مال وغيره، ثمَّ قالَ تحتَ حديثِ الباب: قال المهلَّب: حيلة العامل ليُهدى له تقع بأن يسامِح بعضَ مَنْ عليه الحقُّ، فلذلك قال: (هلَّا جلس في بيت أبيه وأمِّه لينظر هل يُهدى له). وقال في «فتح الباري»: ومطابقة الحديث للتَّرجمة مِنْ جهة [أنَّ] تملُّكه ما أُهديَ له(2) إنَّما كان لعلَّة كونه عاملًا، فاعتقد أنَّ الَّذِي أهدي له يستبدُّ به دون أصحاب الحقوق الَّتي عمل فيها، فبيَّن له النَّبيُّ صلعم أنَّ الحقوق الَّتي عمل لأجلها هي السَّبب في الإهداء له، وأنَّه لو أقام في منزله لم يُهدَ له شيء، فلا ينبغي له أن يستحلَّها بمجرَّد كونها وصلت إليه على طريق الهديَّة، فإنَّ ذلك إنَّما يكون حيث يتمحَّض الحقُّ له. انتهى.
          وقالَ الكَرْمانيُّ: قالوا: احتيال العامل هو بأنَّ ما أهدي له في عمالته يستأثر به ولا يضعه في بيت المال، وهدايا الأمراء والعمَّال هي مِنْ جملة حقوق المسلمين. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((كراهة)).
[2] قوله: ((له)) ليس في (المطبوع).