التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية

          3866- قوله: (حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ): تَقَدَّم قريبًا وبعيدًا أنَّه عبدُ الله بن وَهْبٍ، أحدُ الأعلام، و(عُمَرُ) بعده: تَقَدَّم أنَّه عُمَرُ بنُ محمَّد بن زيد بن عبد الله بن عُمَر بن الخَطَّاب، تَقَدَّم في أوَّل هذه الصفحة [خ¦3864].
          قوله: (قَطُّ): تَقَدَّم الكلام عليها بلغاتها في أوَّل هذا التعليق [خ¦7].
          قوله: (إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ): هذا الرجل هو سوَاد بن قارِب، و(سوَاد): بتخفيف الواو، و(قارِب): بالقاف، وبعد الألف راء مكسورة، ثُمَّ موحَّدة، أزديٌّ دَوسيٌّ، وقيل: سدوسيٌّ، صاحب الكهانة في الجاهليَّة، قال ابنُ عبدِ البَرِّ في «الاستيعاب»: (قال أبو حاتمٍ: له صحبةٌ)، وقال أبو عُمَرَ: (كان يتكهَّن في الجاهليَّة، وكان شاعرًا، ثُمَّ أسلم، وداعَبَهُ عُمَرُ يومًا فقال: ما فعلت كهانتك يا سوَاد؟ فغضب)، وذكر قصَّتَه وشِعْرَه.
          قوله: (أَوْ إِنَّ): (أوْ)؛ بإسكان الواو، و(إنَّ)؛ بكسر الهمزة، مشدَّد النون، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (أَوْ [لَقَدْ] كَانَ كَاهِنَهُمْ): (أوْ)؛ بفتح الهمزة، وإسكان الواو، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (عَلَيَّ الرَّجُلَ): (عليَّ): جارٌّ ومجرور، و(الرجلَ): منصوب، ونصبه معروف.
          قوله: (فَدُعِيَ لَهُ): (دُعِي): مبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعله.
          قوله: (اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ): (استُقبِل)؛ بضمِّ التاء، وكسر الموحَّدة: مبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعله، و(رجلٌ): مرفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل، و(مسلمٌ): صفة له. /
          قوله: (فَمَا أَعْجَبُ): (أعجبُ): مرفوع، ورفعه معروف.
          قوله: (وَإِبْلَاسَهَا): هو بكسر الهمزة، والإبلاس: التحيُّر والدهشةُ.
          قوله: (إِنْكَاسِهَا): كذا في أصلنا، وفي الهامش نسخة: (أنساكها)، قال ابن قُرقُول: («أنساكها» أي: متعبَّداتها، جمع «نُسُك»، كذا لأبي ذرٍّ والنسفيِّ، وعند الأصيليِّ والقابسيِّ وعُبْدُوس وبعض شيوخ أبي ذرٍّ: «ويأسها من بعد إنساكها(1)»؛ بكسر الهمزة، وعند ابن السكن: «من بعد إنكاسها(2)»، وكلاهما وَهمٌ).
          قوله: (وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ): (القِلَاص)؛ بكسر القاف، وتخفيف اللام، وفي آخره صاد مهملة: وهي فتيان الإبل، واحدُها: قلوص، وهي في النوق كالجارية في النساء.
          قوله: (وَأَحْلَاسِهَا): هو بفتح الهمزة، وبالحاء والسين المهملتين، جمع (حِلْس) وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، وقال ابن قُرقُول بعد أن فسَّر الحِلْس: (ومنه في «إسلام عمر ☺»: «ولحوقها بالقِلَاص وأحلاسها»؛ أي: ركوبها إيَّاها).
          قوله: (إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ): هذا الرجل لا أعرف اسمه.
          قوله: (يَا جَلِيح): هو بفتح الجيم، وكسر اللام، ثُمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثُمَّ حاء مهملة، قال ابن الأثير: (اسم رجلٍ قد ناداه)، انتهى، ولعلَّه أراد عمر؛ لأنَّه كان جَليحًا، وقال الإمام السُّهيليُّ في قوله: (يا ذَرِيح(3)): (وكأنَّه نداء للعجل المذبوح؛ لقولهم: دمٌ ذَرِيحيٌّ؛ أي: شديد الحُمرة، فصار وصفًا للعجل الذبيح من أجل الدم، قال: ومن رواه: «يا جَليح»، فمآله إلى هذا المعنى؛ لأنَّ العجل قد جُلِح؛ أي: كُشِف عنه الجلدُ، والله أعلم)، وذكر قبله: (يا جَليح)، قال: (سمعتُ بعض أشياخنا يقول: هو اسم شيطان، والجَليح في اللُّغة: ما تطاير من رؤوس النبات وخفَّ؛ نحو: القطن وشبهه، الواحدة: جَليحة، والذي وقع في «السيرة»: «يا ذريح»، وكأنَّه نداء للعجل...)، فذكر الكلام المُتَقدِّم.
          قوله: (أَمْرٌ نَجِيْح)؛ أي: صواب.
          قوله: (فَمَا نَشِبْنَا): هو بكسر الشين المعجمة في الماضي، وفتحها في المستقبل؛ أي: ما لبثنا و[ما] أحدثنا شيئًا حتَّى فعل هذا، وأصله من الحبس؛ أي: ما منعه مانع ولا شغله أمر آخر غيره.
          قوله: (أَنْ قِيلَ: هَذَا نَبِيٌّ): (أَنْ)؛ بفتح الهمزة، وسكون النون، وهذا ظاهرٌ.


[1] في (أ): (إنكاسها)، والمثبت من مصدره.
[2] في (أ): (إنساكها)، والمثبت من مصدره.
[3] في (أ): (يا ل ذريح)، والمثبت من مصدره.