التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بينا النبي يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط

          3856- قوله: (حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ): تَقَدَّم غيرَ مرَّةٍ أنَّه بالمثنَّاة تحت، وبالشين المعجمة، الرَّقَّام، وتَقَدَّم مترجمًا [خ¦285]، و(الْوَلِيدُ) بعده (ابْنُ مُسْلِمٍ): هو إمامُ أهلِ الشام، تَقَدَّم، و(الأَوْزَاعِيُّ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه أبو عَمْرو عبدُ الرَّحْمَن بن عَمرٍو، وتَقَدَّم مترجمًا، وأنَّه أفتى في سبعين ألفَ مسألةٍ [خ¦78]، و(يَحْيَى ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بالثاء المُثلَّثة المكسورة، وفتح الكاف، و(ابْن عَمْرو بْنِ الْعَاصِي): هو عبدُ الله، وهذا معروفٌ.
          قوله: (أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ): (أشدِّ): مجرور؛ لأنَّه مضاف.
          قوله: (فِي حِجْرِ الْكَعْبَةِ): تَقَدَّم أنَّه بكسر الحاء، وإسكان الجيم، وأنَّ بعض العلماء قال: إنَّه بفتح الحاء؛ كحَجْر الإنسان، وفيه نظر [خ¦3848].
          قوله: (خَنْـِقًا شَدِيدًا): تَقَدَّم الكلام عليه، وأنَّه بكسر النون وتُسكَّن؛ فانظره قُبَيل(1) (مناقب عمر ☺) [خ¦3678]. /
          قوله: (تَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ...) إلى آخره: الضمير في (تابعه) يعود على يحيى بنِ أبي كَثِير، و(ابن إسحاق): هو محمَّدُ بنُ إسحاقَ بنِ يسار صاحبُ «المغازي»، تَقَدَّم أنَّ البُخاريَّ أخرج له متابعةً؛ كهذا، وأخرج له مسلمٌ مقرونًا، وقد اختُلِفَ في الاحتجاج به، وحديثُه حسنٌ وفوق الحسن، وقد قدَّمتُ ذلك [خ¦663] [خ¦1468]، و(يحيى بن عروة): هو ابن الزُّبَير، يروي عن أبيه، وعنه: ابنُه محمَّدٌ، وأخوه هشامٌ، وابنُ إسحاقَ، ثقةٌ، أخرج له البُخاريُّ، ومسلمٌ، وأبو داود، قال النَّسائيُّ: (ثقةٌ)، وقال أبو حاتمٍ: (كان أعلمَ مِن أخيه هشامٍ).
          ومتابعةُ ابنِ إسحاقَ لم أَرَها في شيءٍ مِنَ الكتب السِّتَّة إلَّا ما هُنا، وقال شيخُنا: (رويناها في «سيرته»، أخرجها البزَّارُ عن أبي طلحةَ موسى بنِ عبد الله: حدَّثنا بكرُ بنُ سليمانَ، عن محمَّدِ بنِ إسحاقَ، عنه [خ¦2497])، انتهى.
          قوله: (وَقَالَ عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ...) إلى آخره: (عَبْدة) هذا: بإسكان الموحَّدة، وهو عَبْدة بن سليمان، أبو محمَّدٍ الكِلابيُّ المُقرِئ، اسمُه عبدُ الرَّحْمَن، تَقَدَّم [خ¦20]، أخرج له الجماعةُ، و(هشام): هو ابنُ عروةَ، و(أَبُوهُ) عروةُ بنُ الزُّبَير.
          (قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِي): هذا التعليقُ أخرجه النَّسائيُّ في (التفسير) عن هنَّاد بن السَّرِيِّ، عن عَبْدةَ بنِ سليمان، عن هشامٍ به.
          قوله: (وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِي): (محمَّد بن عمرو) هذا: هو محمَّد بن عَمرو بن عَلْقَمَةَ بنِ وقَّاصٍ اللَّيْثيُّ المدنيُّ، أبو عبد الله، ويقال: أبو الحسن، أحدُ أئمَّةِ الحديث، عن أبيه، وأبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحْمَن، وطائفةٍ، وعنه: موسى بنُ عُقْبَةَ وهو أكبرُ منه، وشعبةُ، ومالكٌ، والسفيانان، وخلقٌ، قال الجوزجانيُّ: (ليس بقويٍّ)، وقال أبو حاتمٍ: (صالحُ الحديث، يُكتَب حديثُه)، وقال النَّسائيُّ: (ليس به بأسٌ)، وقال مرَّةً: (ثقة)، تُوُفِّيَ سنة أربعٍ وأربعين ومئةٍ، وقال الفلَّاس: سنة خمسٍ، روى له أصحابُ «السنن»، والبُخاريُّ مقرونًا ومتابعةً، ومسلمٌ في المتابعات، وله ترجمةٌ في «الميزان» قال فيها: (إنَّه حَسَنُ الحديثِ)، وذكر كلامَ الناسِ فيه.
          و(أبو سلمة): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه عبدُ الله _ويُقال: إسماعيل_ ابنُ عبدِ الرَّحْمَن بن عوف، أحدُ الفقهاءِ السَّبعةِ على قولِ الأكثر، قال في هذا: (حدَّثني عمرو بن العاصي).
          والحاصل: أنَّ الرواة اختلفوا؛ فمِنهم مَن جعله مِن مسند عمرو، ومِنهم مَن جعله مِن مسند ابنِه عبدِ الله بن عمرو بن العاصي، ولا يمتنع أن يكون كلاهما روياه ورأياه، والله أعلم.
          قال شيخُنا في تعليقِ محمَّدِ بن عَمرو: (أخرجه أبو القاسم في «معجمه» عن عُبَيد بن غنَّام(2): حدَّثَنا أبو بكر ابن أبي شيبةَ: [حدَّثَنا عليُّ بن مُسْهِر]، عن محمَّدٍ به).


[1] في (أ): (في)، والمثبت هو الصواب.
[2] في (أ) تبعًا لـ«التوضيح»: (عبد بن عباد)، وفوقه في (أ): (كذا)، والمثبت من «تغليق التعليق» ░4/87▒.