التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث ابن أبزى: سل ابن عباس عن هاتين الآيتين

          3855- قوله: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّ هذا هو جَرِير بن عبد الحَمِيد الضَّبِّيُّ، وتَقَدَّم مترجمًا [خ¦70]، و(مَنْصُور): تَقَدَّم مرارًا أنَّه ابنُ المُعْتَمِر، و(الْحَكَم): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه ابنُ عُتَيبةَ الإمامُ، وتَقَدَّم مترجمًا، وما غلط فيه البُخاريُّ [خ¦117].
          قوله: (أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى): هو بفتح الهمزة، ثُمَّ موحَّدة ساكنة، ثُمَّ زاي، مقصورٌ، وقد تَقَدَّم أنَّه خُزَاعيٌّ مختلَف في صُحْبَتِه [خ¦2242]، يروي عن أبي بكرٍ وعُمَرَ، وعنه: ابناه عبدُ الله وسعيدٌ، وأبو إسحاقَ، وُلِّيَ خراسان لعليٍّ ☺، وقد عدَّه صحابيًّا ابنُ عبد البَرِّ، وفي «التجريد» الجزمُ بصُحْبَتِه في ترجمتِه وفي ترجمةِ والدِه أَبْزَى، وغير مَن ذكرت، وفي «المطالع» لابن قُرقُول: أنَّه لم يُدرِكِ النَّبيَّ صلعم.
          قوله: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ): كذا في أصلنا، والتلاوة: {وَلَا يَقْتُلُونَ}[الفرقان:68]، ويأتي فيه ما تَقَدَّم في قوله: (و{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ})[آل عمران:64]، وقد تَقَدَّم ذلك في أوَّل هذا التعليق [خ¦7]، والله أعلم.
          قوله: (فَالرَّجُلُ إِذَا عَرَفَ الإِسْلَامَ وَشَرَائِعَهُ، ثُمَّ قَتَلَ فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ): قيل: هذه الآية منسوخة بقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا(1) مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ}[هود:107]، وأمَّا قول ابن عبَّاس: (إذا عرف شرائع الإسلام)؛ فلعلَّه ذكره تغليظًا على ظاهر الآية، وقيل: معنى الآية: أن يقتله مستحلًّا لقتله، فيكون كافرًا يستوجب الخلود، وقيل: نزل هذا بمكَّة _الذي في (الفرقان)_ وأنزل: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ}[الزمر:53]، ثُمَّ أُنزِلت بالمدينة بعد ثماني سنين: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا}[النساء:93] مبهمة لا مخرج لها، والمسألة معروفة طويلة، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}[النساء:116]، والله ╡ يغفر كلَّ ذنب إلَّا الشرك به، والله تعالى أعلم.


[1] زيد في (أ): (أبدًا).