التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: رأيت في الجاهلية قردةً اجتمع عليها قردة قد زنت

          3849- قوله: (حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ...) إلى آخره: ورأيتُ في نسخةٍ: (حدَّثَنا نُعَيمٌ) فقط، وفي أخرى حاشية دار الذهب، ولفظها: (الصواب: أبو نُعَيم)، قال: (وليس عنده _أي: في نسخة دار الذهب_: ابن حَمَّاد)، قال ابن قُرقُول: (وفي «أيَّام الجاهليَّة»: «حدَّثَنا نُعَيم: حدَّثَنا هُشَيمٌ، عن حُصَين» في رجم القِرَدة، قال القابسيُّ: «الصواب: أبو نُعَيم»)، قال: (قال أبو ذَرٍّ: هو نُعَيم بنُ حَمَّاد، وغيرُ ذلك خطأٌ)، انتهى، وذكره المِزِّيُّ في «أطرافه» في (المراسيل والموقوفات) فقال: (البُخاريُّ في «أيَّام الجاهليَّة» عن نُعَيم بن حَمَّاد...) إلى آخره، لم يذكر فيه خلافًا، إلَّا أنَّه قال: (وهو في بعض النُّسَخ _يعني: مِنَ «البُخاريِّ»_ في الحاشية)، انتهى، وهو كذلك في أصلنا الذي سمعنا فيه على العراقيِّ في الحاشية، ولكنَّ في آخره (صح)، وهو في أصلنا الدِّمَشْقيِّ في الأصل.
          و(هُشَيْمٌ) هذا: هو ابنُ بَشِير، أبو معاويةَ السُّلَمِيُّ الواسطيُّ، حافظُ بغدادَ، تَقَدَّم، و(حُصَيْن): تَقَدَّم أنَّ الأسماءَ بالضمِّ، والكنى بالفتح [خ¦110]، وهذا حُصَين بنُ عبدِ الرَّحْمَنِ، و(عَمْرو بْن مَيْمُونٍ) هذا: هو الأوديُّ الكوفيُّ، أبو يحيى، ويقال: أبو عبدِ الله، أدرك النَّبيَّ صلعم [ولم يلقَهُ]، وروى عن عُمَرَ، ومعاذٍ، وأبي ذرٍّ، وعائشةَ، وابنِ مَسعودٍ، وطائفةٍ، تُوُفِّيَ سنة ░74هـ▒، وقيل غير ذلك، أخرج له الجماعةُ. /
          قوله: (فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ): قال ابنُ عبد البَرِّ في «الاستيعاب» في ترجمة عمرو بن ميمون الذي رأى رجم القردة ورجَمها معهم ما لفظُه: (وهو الذي رأى الرجمَ في الجاهليَّة مِنَ القِرَدة إن صحَّ؛ لأنَّ رواتَه مجهولون، وقد ذكره البُخاريُّ عن نُعَيم، عن هُشَيم، عن حُصَين، عن عَمْرِو بن مَيمونٍ الأوديِّ مختصرًا، قال: رأيتُ في الجاهليَّة قِرْدَةً زَنَت، فرجموها _يعني: القِرَدة_ فرجمتُها معهم، رواه عبَّاد ابن العوَّام عن حُصَين، كما رواه هُشَيم مختصرًا، وأمَّا القصَّة بطولها؛ فإنَّها تدور على عبدِ الملك بن مسلم عن عيسى بن حِطَّان، وليسا ممَّن يُحتَجُّ بهما، وهذا عند جماعةٍ مِن أهل العلم منكَرٌ؛ إضافةُ الزِّنى إلى غيرِ مُكَلَّف، وإقامةُ الحدود في البهائم، ولو صحَّ؛ لكانوا مِنَ الجِنِّ؛ لأنَّ العباداتِ في الجنِّ والإنسِ دون غيرهما، وقد كان الرجمُ في التوراة) انتهى.
          وقال شيخُنا الشارحُ في (الطهارة) في ترجمة عَمْرِو بن ميمونٍ: (هو الأَوْدِيُّ الذي رَجَمَ القردة، كما ذكره البُخاريُّ في بعض نُسَخِه، وهي منكرةٌ) انتهى.
          تنبيهٌ: لهم أيضًا: عَمرو بن مَيْمُونٍ، لكنَّ جدَّه اسمه مِهْران، رَقِّيٌّ، وهو ابنُ بنتِ سَعِيدِ بن جُبَير، أخرج له أيضًا الجماعةُ، ولهم: عمرو بن ميمون القَنَّاد، عن عبد الرَّحْمَن بن مَغْراء، قال أبو حاتمٍ: (حديثُه مُنْكَرٌ)، هذا ليس له شيءٌ في الكتب السِّتَّة.