التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث ابن صياد: إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه

          1354- 1355- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تقدَّم قريبًا وبعيدًا مرارًا أنَّه عبدُ الله بن عثمان بن جَبَلَة بن أبي رَوَّاد، وتقدَّم مُتَرْجَمًا [خ¦6].
          قوله: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ): تقدَّم مرارًا أنَّه ابن المبارك، وكذا تقدَّم (يُونُس): أنَّه ابن يزيدَ الأيليُّ، وكذا (الزُّهْرِيُّ): مُحَمَّدُ بن مُسْلِم، العالمُ المشهورُ.
          قوله: (فِي رَهْطٍ): (الرَّهط): ما دون العشرة من الناس، وكذلك النَّفر، وقيل: من الثلاثة إلى العشرة، قاله ابن قُرقُول، وقال ابن فارس: ([يقال]: بل إلى الأربعين)، ولفظ الجوهريِّ: (ما دون العشرة من الرِّجال لا يكون فيهم امرأةٌ، قال تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ}[النَّمل:48]، فجمع، وليس لهم واحدٌ من لفظهم(1)؛ مثل: «ذَوْدٍ»، والجمع: أَرْهُطٌ، وأَرْهَاطٌ، وأَرَاهِطُ؛ كأنَّه جمع «أَرْهُطٍ وأَراهيطَ»)، انتهى.
          قوله: (قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ): أمَّا (قِبَل)؛ فهو بكسر القاف، وفتح المُوَحَّدة، مَنْصوبٌ على الظَّرف، وأمَّا (ابن صَيَّاد)؛ فهو بفتح الصَّاد، وتشديد المُثَنَّاة تحت، وفي آخره دالٌ مهملةٌ، واسمُه عبدُ الله، ولقبه صافِ، وفي هذا «الصَّحيح» هنا: (فقالت له أمُّه: أيْ صافِ، وهو اسمه)، وسيأتي، وقد ذكره بعض الحُفَّاظ في ترجمة ابنه عُمارة بن عبد الله بن صَيَّاد(2).
          وعُمارة هذا: أخرج له التِّرمذيُّ وابنُ ماجه، وهو ثقةٌ، روى عنه مالكٌ في (كتاب الأضحية) في «المُوطَّأ» حديثَ أبي أيُّوب الأنصاريِّ: (الشاة تكفي عن أهل البيت في الأضحية)، [قال ابن سعد: (كان مالك لا يُقدِّم عليه في الفضلِ أحدًا)، قال: (وكانوا يقولون: نحن بنو أُشَيهب(3) بن النَّجَّار، فدفعهم بنو النَّجَّار، وحلف منهم تسعةٌ وأربعون رجلًا ورجلٌ من بني ساعدة على المنبر ما هم منهم(4)، وطُرِحوا منهم، فقالوا: نحن حلفاء بني مالك بن النَّجَّار، فهم اليوم على ذلك، ولا يُدرَى ممَّن هم)].
          وقال(5) ابن الأثير في «نهايته» عن (ابن صَيَّاد): (هو رجلٌ من اليهود، أو دخيلٌ فيهم، وكان عنده شيءٌ من الكهانة والسِّحر، مات بالمدينة في الأكثر، وقيل: فُقِد في الحرَّة، فلم يوجد) انتهى، والحرَّة سنة ░63هـ▒ في زمن يزيدَ بن معاوية، وسيأتي من عند «أبي داود» ما يردُّ ما قاله ابنُ الأثير، وقال الذَّهبيُّ في «تجريد الصَّحابة»: (عبد الله بن صَيَّاد، أورده ابن شاهين، وقال: هو ابن صائد، كان أبوه يهوديًّا، فوُلِدَ هذا أعورَ مختونًا، وهو الذي قيل: إنَّه الدَّجَّال، ثمَّ أسلم، فهو تابعيٌّ له رؤيةٌ، وقال أبو سعيد الخدريُّ: صحبني ابن صيَّاد إلى مكَّة، فقال: لقد هممتُ أنَّ آخذ حبلًا، فأوثقه إلى شجرة، ثمَّ أختنق(6) ممَّا يقول النَّاس فيَّ...؛ وذكر الحديث، وهو في «مسلم») انتهى، وقد حمَّر عليه(7) الذَّهبيُّ، فهو إن لم يكنِ الدَّجَّالَ؛ فتابعيٌّ.
          ويقال فيه: ابن صيَّاد، وابن الصيَّاد، وابن صائد، واسمه صافي؛ كـ(قاضي)، وصافِ؛ بالصَّاد المهملة، وبعد الألف فاءٌ مكسورةٌ.
          [قال النَّوويُّ]: (قال العلماء: وقصَّة ابن صيَّاد مُشكِلةٌ، وأمره مُشتبهٌ في أنَّه هل هو المسيح الدَّجَّال المشهور أم غيره؟ ولا شكَّ أنَّه دجَّال من الدَّجاجلة، قال العلماء: وظاهر الأحاديث أنَّ النَّبيَّ صلعم لم يُوحَ إليه بأنَّه المسيح الدَّجَّال(8) ولا غيره، [وإنَّما أُوحِيَ إليه بصفات الدَّجَّال، وكان في ابن صيَّاد قرائنُ محتملةٌ، فلذلك كان النَّبيُّ صلعم لا يقطع بأنَّه الدَّجَّال ولا غيره](9)، ولهذا قال لعمر ☺: «إن يكن هو؛ فلن تستطيع قَتْلَه»، وأمَّا احتجاجُه بأنَّه مسلمٌ والدَّجَّال كافرٌ، [وبأنَّه لا يولد للدَّجَّال]، وقد وُلِد له، وأنَّ الدَّجَّال لا يدخل مكَّة ولا المدينة، وأنَّ ابن صيَّاد دخل المدينة، وهو مُتوجِّه إلى مكَّة؛ فلا دلالةَ فيه؛ لأنَّ النَّبيَّ صلعم / أخبر عن صفاته وقتَ فتنتِه وخروجِه في الأرض.
          ومن اشتباه قصَّته وكونه أحدَ الدَّجاجلة الكذَّابين قولُه للنَّبيِّ صلعم: «أتشهد أنِّي رسول الله؟»، ودعواه بأنَّه يأتيه صادق وكاذب، وأنَّه يرى عرشًا فوق الماء، وأنَّه لا يكون هو الدَّجَّال، وأنَّه يَعرِف موضِعَه(10)، وقوله: «إنِّي لأعرفه، وأعرف مولده، وأين هو الآن»، وانتفاخه حتَّى ملأ السِّكَّة، وأمَّا إظهاره الإسلام، وحجُّه، وجهادُه، وإقلاعُه عمَّا كان عليه؛ فليس بصريح في أنَّه غيرُ الدَّجَّال، قال الخطَّابيُّ: «واختلف السَّلف في أمره بعد كبره؛ فرُوِي أنَّه تاب من ذلك القولِ، ومات بالمدينة، وأنَّه لمَّا أرادوا الصَّلاةَ عليه؛ كشفوا عن وجهه حتَّى رآه النَّاس، وقيل(11) لهم: اشهدوا»، قال: وكان ابنُ عمر وجابرٌ فيما يُروى عنهما يقولان: إنَّ ابن صيَّاد هو الدَّجَّال لا يشكَّان فيه، فقيل لجابر: إنَّه أسلم، فقال: وإن أسلم، فقيل له: دخل مكَّة، وكان بالمدينة، فقال: وإن دخل مكَّة»، وروى أبو داود في «سننه» بإسنادٍ صحيحٍ عن جابر قال: «فقدنا ابنَ صيَّاد يوم الحرَّة»، وهذا يُبطِل روايةَ مَن روى أنَّه مات بالمدينة، وصُلِّي عليه، وقد روى مسلمٌ: «أنَّ جابر بن عبد الله حلف بالله أنَّ ابن صيَّاد هو الدَّجَّال، وأنَّه سمع عمر ☺ يحلف على ذلك عند النَّبيِّ صلعم، فلم يُنكِرْه»...) إلى آخر كلامه، وما ذكره عن حديث جابر: أنَّه أخرجه مسلم: أنَّه حلف بالله أنَّ ابن صيَّاد هو الدَّجَّال؛ هو في «البخاريِّ» في (الاعتصام) [خ¦7355]، والله أعلم.
          قوله: (عِنْدَ أُطُـْمِ بَنِي مَغَالَةَ): (الأُطُـْمُ): بضمِّ الهمزة، والطَّاء المهملة وتُسكَّن، والجمع: آطام؛ وهي حصونٌ لأهل المدينة، و(بنو مَغالة): قبيلةٌ؛ بفتح الميم، وبالغين المعجمة المخفَّفة، والله أعلم.
          قوله: (الْحُـلْـُمَ): هو بضمِّ الحاء، وإسكان اللَّام، وبضمِّهما، معروف.
          قوله: (فَلَمْ يَشْعُرْ): أي: يعلم.
          قوله: (فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صلعم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟): إن قلت: لِمَ تركه النَّبيُّ صلعم وقد ادَّعى النُّبوَّة؟ قيل: لوجهين ذكرهما شيخنا عن البيهقيِّ؛ أحدهما: أنَّه كان دون البلوغ، فلم تجرِ عليه الحدودُ، واختاره القاضي عياض، ثانيهما: أنَّه كان في أيَّام المهادنة مع اليهود، جزم به الخطَّابيُّ في «معالمه»، وقيل لغير ذلك.
          قوله: (فَرَفَضَهُ): قال ابن قُرقُول: («فرضَّه»، كذا ذكره البخاريُّ في «الجنائز» من رواية الأصيليِّ، ولأبي زيد: «فرقصه»؛ بالقاف وراءٍ قبلَها، وعند عُبدوس: «فَوَقَصَه»؛ بالواو وقاف، وعند أبي ذرٍّ لغير المستملي: «فَرَفَضَه»؛ بالفاء والضَّاد المعجمة، ولا وجهَ لهذه الرِّوايات، قال الخطَّابيُّ: إنَّما هو «فرصَّه»؛ بصاد مهملة؛ أي: ضغطه وضمَّ بعضَه إلى بعض، وقال المازريُّ: أقرب منه أن يكون: «فرفسه»؛ بالسِّين؛ أي: ركله، وقال بعضهم: الرَّفْص: الضَّرب بالرجل؛ كالرَّفس سواء، ولم أجد هذه اللَّفظة في جماهير كتب اللُّغة)، انتهى، وفي أصلنا هنا: (فرفضه) و(فرفصه)؛ نسختان، والله أعلم.
          قوله: (يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ): أي: أرى الرؤيا ربَّما تَصدُق وتَكذِب.
          قوله: (خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ): (خُلِّط): مبنيٌّ للمفعول(12) مُشدَّد ومُخفَّف، وبهما ضُبِط في أصلنا، و(الأمرُ): مَرْفوعٌ قائم مقام الفاعل.
          قوله: (خَبَأْتُ لَكَ خَبِيْئًا): (خبأْت): بهمزة ساكنة قبل تاء المُتكلِّم، و(خَبِيئًا): بفتح الخاء المعجمة، وكسر المُوَحَّدة، ثمَّ همزة مفتوحة، قال ابن قُرقُول: (وعند الأصيليِّ: «خَبِيًّا»، وعند غيره: «خَبْئًا»؛ وهو كلُّ شيء مستورٍ غائبٍ).
          قوله: (فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ): هو بدال مهملة، ثمَّ خاء معجمة مُشدَّدة، وحكى بعضهم في الدَّال: الفتحَ كما سيأتي، قال ابن قُرقُول: (هو لغة في الدُّخان، ويقال بفتح الدَّال أيضًا، وأنشدوا في ذلك(13) [من الرَّجز]:
          عِنْدَ روَاقِ البَيتِ يَغْشَى الدُّخَّا أراد ابن صيَّاد أن يقول: الدُّخان، فزجره النَّبيُّ صلعم، فلم يستطع أن يتمَّ الكلمة، وقيل: هو نبات يوجد بين النَّخيل، ورجَّحه الخطَّابيُّ، وقال: لا معنَى للدُّخان ههنا؛ إذ ليس ممَّا يُخبَأ إلَّا أن يريد بـ«خبأت»: أضمرت، قال أبو الفضل: والأليق أنَّه الدُّخان، كما روي أنَّه أضمر له من سورة الدُّخان: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}[الدخان:10]، فلم يهتد(14) من الآية إلَّا لهذين الحرفين [من] كلمةٍ ناقصةٍ، فلم يتمَّها على عادة الكُهَّان من اختطاف بعض الكلمات من أوليائهم من الجنِّ، أو من هواجس النَّفس، ولهذا قال ╕: «اخسأ؛ فلن تعدوَ قَدْرَك»: أي: ابعُد متخرِّصًا، فلن تعدوَ قدر إدراك الكهَّان ممَّن لا يصل إلى حقيقة البيان والإيضاح)، انتهى، ويتعيَّن مِن هذه التفاسير التي ذكرتُها ما جاء في «مسند أحمد» من حديث أبي ذرٍّ ☺ قال في أثنائه: قال رسول الله صلعم: «إنِّي قد خبأت لك خَبِيئًا»، قال: خبأت لي خطمَ شاة عفراء والدُّخان، فأراد أن يقول: الدُّخان، فلم يستطع، فقال: الدُّخَّ، فقال النَّبيُّ صلعم: «اخسأ، فلن تعدوَ قدرك»، انتهى، وقال شيخنا الشَّارح في (باب قول الرجل للرَّجل: اخسأ) في (كتاب الأدب): (قال الدَّاوديُّ: كان ╕ خَبَأ له سورةَ الدُّخان في يده مكتوبة، فأصاب بعضَ الكلمة، وهذا كأنَّه من استراق الجنِّ السَّمْعَ، فيُلقُون إلى الكاهن، فيكذب ويخلط معها، قال: وهو معنى قوله: «خلط عليك الأمر»)، انتهى، وقال(15) في أواخر (كتاب القدر): (وقيل: خبأ له ╕ سورة الدُّخان مكتوبة، فأصاب بعض القضيَّة(16)، وهذا لا يكون إلَّا من الكهانة)، انتهى، وقال الحافظ أبو موسى: (السِّرُّ في كونه خبأ له الدُّخان: أنَّ عيسى صلعم(17) يقتله بجبل الدُّخان) انتهى، وقد روى أبو داود والتِّرمذيُّ من رواية الزُّهريِّ، عن سالم، عن ابن عمر ☺(18) في هذا الحديث: («إنِّي قد خبأت لك خبيئة» _وقال التِّرمذيُّ: «خَبِيئًا»_ وخَبَأ له: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}[الدخان:10])، قال التِّرمذيُّ: (هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ)، والحديث مُتَّفق عليه دون ذكر الآية [خ¦1354]، فهذا هو الصَّواب في تفسير (الدُّخِّ)، وقد فسَّره غيرُ واحد على غير ذلك؛ فأخطؤوا؛ منهم: الحاكم في «علومه(19)» فسَّره بالجماع، وهو وَهَمٌ منه، كما قال ابن الصَّلاح، وكذا فسَّره على غير الصَّواب الخطَّابيُّ، وقد قدَّمتُ كلامه، والله أعلم.
          قوله: (اخْسَ): كذا في أصلنا، وفي نسخة: (اخسأْ)؛ بهمزة ساكنة في آخره، وقد تقدَّم أنَّ فيه وفي نظائره ثلاثَ لغاتٍ: اخسَ، واخسأْ، واخسا [خ¦138]. /
          قوله: (دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَضْرِبُْ عُنُقَهُ): (أَضربُْ): يجوز فيه الجزمُ على الجواب، ويجوز رفعُه.
          قوله: (إِنْ يَكُنْهُ؛ فَلَنْ(20) تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ؛ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ): كذا في أصلنا، وفي رواية لم تكنْ في هامش أصلنا: (إن يكن هو، وإن لم يكن هو)، وهو الصَّحيح، والضمير في الأولى في (يكنه) هو خبرها، وقد وُضِعَ موضعَ المُنفصِل، واسمها مُستتِر فيها، والله أعلم.
          قوله: (وهُوَ يَخْتِلُ): بكسر التَّاء؛ أي: يغتفل ويراوغ؛ ليأخذَه في غفلة، ليسمع(21) حديث ابن صيَّاد، ويفهم زمزمته.
          قوله: (في قَطِيفَةٍ): هي كساءٌ ذو خمل، وجمعه: قطائف؛ وهي الخميلة أيضًا.
          قوله: (لَهُ فِيها رَمْزَةٌ أَوْ زَمْرَةٌ): كذا في أصلنا بالإهمال في الأولى، وبالإعجام في الثانية، وفي نسخة في هامش أصلنا: (زمزمة)؛ بإعجامهما، وفي نسخة أخرى في هامش أصلنا: (رمرمة)؛ بإهمالهما، قال ابن قُرقُول: («رمرمة أو زمزمة»، كذا في «البخاريِّ» في «الشَّهادات» بغير خلاف [خ¦2638]، وفي «الجنائز» مثله في الأوَّل، وفي الآخرة: «زمرة» لأبي ذرٍّ خاصَّة، وكذا في غير «كتاب الشَّهادات» في حديث [يونس: «وقال شعيب: زَمْزَمَةٌ»، وكذلك رواه مسلم، وعند بعض رواة مسلم: «رَمْزَةٌ»، وعند البخاريِّ في حديث] أبي اليمان عن شعيب: «رمرمة أو زمزمة»، وكذا للنَّسفيِّ في «الجنائز»، وفيه عن مَعمَرٍ: «رمزة» في الآخرة زايٌ، وقال: «عن عُقَيل وإسحاق: رمرمة» كذا لهم، وعند النَّسفيِّ: «وقال عُقَيل: رمزة»، وفي «كتاب الجهاد» من حديث اللَّيث: «رمرمة» [خ¦3033]، وفي «باب(22) كيف يُعرَض الإسلام على الصَّبيِّ»: «رمزة» [خ¦3056]؛ ومعنى هذه الألفاظ كلِّها متقاربٌ، والزمزمة: تحريك الشَّفتين بالكلام، قاله الخطَّابيُّ، وقال غيره: هو كلام العلوج وهم صُموتٌ بصوتِ يُدار من الخياشيم والحلق، لا يتحرَّك فيه اللِّسان ولا الشَّفتان، والرمزة(23): صوتٌ خفيٌّ بتحريك الشَّفتين بكلام لا يُفهَم، وأمَّا(24) الزَّمْرة _بتقديم الزاي_؛ فمن داخل الفم)، انتهى، [وذكر النَّوويُّ عن القاضي(25) ضبطَ اللَّفظة، واختلاف الرُّواة فيها، ثمَّ قال: (صوت خفيٌّ لا يكاد يُفهَم، أو لا يُفهَم) انتهى].
          قوله: (فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ): (أمُّه): لا أعرف اسمها، وهي يهوديَّة.
          قوله: (فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ): هو بالثاء المُثلَّثة؛ أي: هبَّ من نومه، وقام من مضجعه، وفي نسخة: (فثاب)؛ مثله إلَّا أنَّه بمُوَحَّدة في آخره؛ أي: رجع.
          قوله: (لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ): أي: ظهر.
          قوله: (وَقَالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ: فَرَفَضَهُ): بالضَّاد المعجمة، كذا في أصلنا، وفي نسخة: (فرضَّه): بالضَّاد المعجمة.
          قوله: (وَقَالَ: رَمْرَمَةٌ): هي بإهمال الرَّاءَين، وقوله: (أَوْ زَمْزَمَةٌ): يعني: بإعجامهما؛ والمراد: أنَّه شكَّ فيه هل هو بالإهمال أو بالإعجام.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ الكَلْبِيِّ): كذا في أصلنا الذي سمعنا فيه على العراقيِّ، وفي غيره: (وقال إسحاق الكلبيُّ)، وهو هو، وهو إسحاق بن يحيى بن علقمة الكلبيُّ الحمصيُّ، يُعرَف بالعَوْصيِّ، عن الزُّهريِّ، وعنه: يحيى الوُحَاظيُّ فقط، قال مُحَمَّد بن يحيى الذُّهليُّ: (مجهول)، وقال مُحَمَّد بن عوف: (يقال: إنَّه قتل أباه)، قال الذَّهبيُّ: (قلت(26): خرَّج له البخاريُّ في كتاب «الأدب») انتهى، وقد علَّق البخاريُّ لإسحاقَ هذا، وقول الذَّهبيِّ: (أخرج له البخاريُّ في كتاب «الأدب»)؛ يعني: «المفرد»، لا الذي في «الصحيح»، وقوله: (وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ وعُقَيْلٌ: رَمْرَمةٌ): هو في أصلنا بإهمالهما، وفي هامش الأصل نسخة، وعليها علامة راويها بإعجامهما، وقوله: (وَقَالَ مَعْمَرٌ): هو بميمين مفتوحتين، بينهما عينٌ مهملةٌ، قوله: (رَمْزَةٌ): هو بإهمال الأولى، وإعجام الثَّانية، وفي نسخةٍ بالعكس، وهذه على هامش أصلنا، والله أعلم.


[1] في (ب): (لفظه).
[2] في (ب): (الصياد)، وانظر «تهذيب الكمال» ░21/249▒ ░4188▒.
[3] في (ب): (أشيب)، وليس بصحيح.
[4] في (أ) و(ب): (منه)، والمثبت من مصدره.
[5] في (ج): (قال).
[6] في (ب) و(ج): (أخنق).
[7] في (ب): (أغلبه)، وليس بصحيح.
[8] (الدَّجَّال): ليس في (ب).
[9] ما بين معقوفين سقط من (ب).
[10] في (ب): (بوضعه)، وفي (ج): (بوصفه)، وهي محتملة في (أ)، والمثبت من مصدره.
[11] في (ب): (فقيل).
[12] في (ب): (مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله).
[13] زيد في (ب): (قوله).
[14] (لم يهتد): ليس في (ب).
[15] في (ب): (قال).
[16] في (ج): (القصة)، وكذا في مصدره.
[17] في (ب): (◙).
[18] الترضية مثبتة من (ب).
[19] في (ب): (أموره)، وليس بصحيح.
[20] في (ب): (فلم)، وليس بصحيح.
[21] في (ج): (يسمع).
[22] في (ب): (كتاب)، وليس بصحيح.
[23] في (ب): (والزمرة).
[24] في (ب): (فأما).
[25] زيد في (ب): (عياض)، وانظر «إكمال المُعْلِم» ░8/468▒.
[26] (قلت): ليس في (ب).