التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب موت الفجأة البغتة
  
              

          قوله: (باب مَوْتِ الفَجْأَةِ): (الفَجْأة): بفتح الفاء، وإسكان الجيم، ثمَّ همزة، و(الفُجاءة)؛ بضمِّ الفاء، ثمَّ بعد الجيم همزة ممدودة: (البَغْتَة)، كما فسَّره به ☼، ذكر ابن قيِّم الجوزيَّة عن الإمام أحمد: أنَّه كره موت الفجأة، ونقل عنه في «إعلام الموقِّعين» روايتين في كراهته، وذكر شيخنا الشَّارح(1) في «شرح المنهاج» في الفقه له ما لفظه: (وكذلك(2) كُرِه موت الفجأة، وقد ورد(3) أنَّها: «أخذةُ آسِف»؛ أي غضبان، لكن قد روي أنَّ إبراهيم وجماعةً من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ماتوا فجأة، وقيل: هو موت الصَّالحين، قال النَّوويُّ: ويحتمل أنَّه أرفق وألطف بأهل الاستعداد دون غيرهم)، انتهى، والحديث الذي أشار إليه شيخنا هو: سُئِل رسول الله صلعم عن موت الفجأة، فقال: «راحة للمؤمن، وأخذ أَسِف للفاجر»، ذكره الإمام أحمد من حديث عائشة بإسنادٍ صحيحٍ.
          ثمَّ اعلم أنَّ النَّوويَّ نقل في «تهذيبه» عن أبي(4) السَّكن الهجريِّ أنَّه قال: (تُوفِّي إبراهيم وداود وسليمان _صلَّى الله عليهم وسلَّم(5)_ فجأةً، وكذلك الصَّالحون، وهو تخفيف على المؤمن، قلت: هو تخفيف ورحمة في حقِّ المراقِبين) انتهى.
          وقد جاءت أحاديثُ في موت الفجأة؛ منها: ما رواه ابن أبي الدُّنيا بإسناده عن عائشة ♦: سألتُ رسول الله صلعم عن موت الفجأة، فقال: «راحة المؤمن، وأسف على الفاجر»، وقد رواه أحمد من حديثها بسند صحيح، كما تقدَّم قريبًا، وعن أنس ☺ قال: «من أشراط السَّاعة: حفز الموت»، وفسَّره أنس: بموت الفجأة، وفي «المصنَّف» عن الشعبيِّ: (كان يقال: من اقتراب الساعة موت الفجأة)، وعن رجل من الصَّحابة: (هي أَخْذَةُ غَضَبٍ)، ومن حديث / عبيد بن خالد: «هي أَخْذَة أَسِف»، وعن عائشة ♦ وابن مسعود: (هي رأفة بالمؤمن، وأسفٌ على الفاجر)، وقال مجاهد: (هي من أشراط السَّاعة)، هذا بعض ما ذكره شيخنا فيها(6)، انتهى.
          وفي «مسند أبي يعلى الموصليِّ» في حديث موت الفجأة [خ¦4122]: «كأنَّه أخذة على غضب»، وفيه من حديث أبي هريرة(7): أنَّه ╕ مرَّ بحائط مائل، فأسرع المشي وقال: «أكره موت الفوات» [خ¦6612]، وهذا اللَّفظ أيضًا في «مسند أحمد» [خ¦8666]، والله أعلم.

[1] (الشارح): سقطت من (ب).
[2] في (ب) و(ج): (ولذلك)، وهي محتملة في (أ).
[3] في (ج): (ذكر).
[4] في (ج): (ابن)، وهو تحريف.
[5] في (ب): (‰).
[6] زيد في (ب): (والله أعلم).
[7] زيد في (ب): (☺).