التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب التكبير على الجنازة أربعًا

          قوله: (بَابُ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ أَرْبَعًا): قال ابن عبد البرِّ: انعقد الإجماع على أربع _يعني: بعد خلاف(1) الصَّحابة_، وحاصلُ اختلافهم: من ثلاثٍ إلى تسعٍ، ورُوِيَ عن عليٍّ: أنَّه كان يُكبِّر على أهل بدر ستًّا، وعلى سائر الصَّحابة خمسًا، وعلى غيرهم أربعًا، وسيأتي الكلام في ذلك في (غزوة بدر) [خ¦4004]، قال ابن عبد البرِّ: (وأجمع الفقهاء وأهل الفتوى بالأمصار على أربعٍ، على ما جاء في الأحاديث الصِّحاح، وما سوى ذلك عندهم شذوذٌ لا يُلتفَت إليه، ولا نعلم أحدًا من فقهاء الأمصار يُخَمِّس إلَّا ابن أبي ليلى)، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ حُمَيْدٌ: صَلَّى بِنَا أَنَسٌ...)؛ الأثر: هذا هو في ما ظهر لي أنَّه حُمَيد بن أبي حُمَيد الطويل، تقدَّم مُتَرْجَمًا [خ¦49]، وقد قدَّمتُ أنَّ اثنين يرويان عن أنس كلٌّ منهما اسمه (حُمَيدٌ) في الكتب السِّتَّة أو بعضها: حُميد الطَّويل هذا مُكثِرٌ عن أنس، والآخَرُ: حُمَيد بن هلال، روى عنه حديثين؛ أحدهما في «البخاريِّ» و«النَّسائيِّ»: (أخذ الرَّاية زيدٌ فأُصِيب...)؛ الحديث [خ¦1246]، والثاني في «البخاريِّ» فقط: «كأنِّي أنظر إلى غبار ساطع في سكَّة بني غنم موكبِ جبريل» [خ¦3214] [خ¦4118]، وقد تقدَّم هذا كلُّه [خ¦610]، ويحتمل أن يكون هذا هو راوي الأثر، وشيخُنا عزاه لابن أبي شيبة من حديث عمران بن حُدَير: (أنَّه صلَّى مع أنسٍ على جنازة...)؛ فذكره، ولم يتعرَّض لحُميد مَن هو، والله أعلم.


[1] في (ج): (اختلاف).