التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: عذاب القبر من الغيبة والبول

          قوله: (بَابُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْغِيبَةِ وَالْبَوْلِ): إن قيل: لمْ يَذكُرْ في الحديث الغيبةَ(1)، إنَّما ذكر فيه النَّميمة؟ والجواب: أنَّ النميمة غِيبةٌ للمنقولة عنه؛ لأنَّ الغِيبة تقدَّم أنَّها ذكرُك أخاك بما يكره، ولا شكَّ أنَّ النَّميمة [هي(2) ذكرك المنقولة عنه بما يكرهه؛ لأنَّ النميمة](3): نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد، وتقدَّم تعريف الغزاليِّ للنَّميمة [خ¦216]، وأنَّ النَّوويَّ أقرَّه ولم يعترضه [خ¦1361]، ويحتمل أن يكون البخاريُّ أشار إلى الحديث الذي في «ابن ماجه» فقط من حديث أبي بَكْرة قال: مرَّ النَّبيُّ صلعم بقبرين، فقال: «إنَّهما لَيعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير، أمَّا أحدهما؛ فيُعذَّب في البول، وأمَّا الآخر؛ فيُعذَّب في الغيبة»، لكن هذا لمَّا لم يكن على شرطه؛ وذلك لأنَّ في سنده بحرَ بنَ مَرَّار(4) بنِ عبد الرَّحمن بنِ أبي بَكْرة _وقد اختلط، وتُكلِّم فيه_ عن أبي بَكْرة، وقد رواه مرَّةً عن عبد الرَّحمن بن أبي بَكْرة، عن أبيه، فاختلف في سنده، ورواية بحرٍ عن أبي بكرة مُرسَلةٌ، قاله المِزِّيُّ في «تهذيبه»، والله أعلم.


[1] في (ب): (الغيبة في الحديث).
[2] في (أ): (هو).
[3] ما بين معقوفين سقط من (ب).
[4] في (ب): (مراز)، وهو تصحيف.