التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من استعد الكفن في زمن النبي فلم ينكر عليه

          قوله: (بَابُ مَنِ اسْتَعَدَّ الْكَفَنَ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صلعم، فَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ): (يُنكَر): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، ومبنيًّا للفاعل، كذا قيَّده بعضهم بهما.
          فائدةٌ: قال الصَّيْمريُّ من الشَّافعيَّة: (لا يُستحَبُّ أن يُعِدَّ لنفسه كفنًا؛ لئلَّا يُحاسَب عليه)، قال النَّوويُّ في «الرَّوضة»: (وهذا الذي قاله صحيحٌ، إلَّا إذا كان من جهةٍ يقطع بحلِّها، أو من أثر بعض أهل الخير من العُبَّاد والعلماء، ونحو ذلك، فإنَّ ادِّخاره حسنٌ، وقد صحَّ عن بعض الصَّحابة فعلُه)، انتهى، وقال الرُّوْيَانيُّ: (يُستحَبُّ له ذلك _أي: إعداد الكفن_؛ ليعرف خُلوَّه عن الشُّبهة) انتهى، و(بعض الصَّحابة): هو عبد الرَّحمن بن عوف، كما سأذكره قريبًا، وفي ترك النَّكير(1) _إن كان ◙ علم بقوله: (إلَّا لتكون كفني)_ دليلٌ على الجواز، لا على الاستحباب، وهذا يفعله النَّاس كثيرًا، ويفعلون شيئًا آخرَ، وهو حفر القبر الذي يريد أن يُدفَنَ فيه، وهو نظير الكفن، وقد ذكر أبو عُمر ابن عبد(2) البرِّ في «استيعابه»: (أنَّ أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطَّلب أنَّه الذي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيَّام، وتُوُفِّيَ سنة عشرين، وصلَّى عليه عمر بن الخطَّاب)، قال شيخنا: (وقد حفر قومٌ من الصالحين قبورَهم بأيديهم).


[1] في (ب): (التكبر)، وهو تصحيف.
[2] (عبد): ليس في (أ).