التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب غسل الميت ووضوئه بالماء والسدر

          قوله: (بَابُ غَسْلِ الْمَيِّتِ وَوُضُوئِهِ): أمَّا (الغَسل)؛ فقد تقدَّم بما فيه من اللُّغتين [خ¦4/31-295]، وهو هنا بالفتح: اسم الفعل، وهو بالضَّمِّ اسم الماء، وهو قول أبي زيد، وقيل: فيهما معًا اسمُ الفعل، وهو قول الأصمعيِّ، وأمَّا قوله: (ووُضوئه)؛ فهذا(1) بالضَّمِّ؛ لأنَّه اسم الفعل، وبالفتح هو الماء، وقد تقدَّم ما في ذلك [خ¦4/2-235].
          قوله: (وَحَنَّطَ ابْنُ عُمَرَ ابْنًا لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ): (حنَّط): بشدِّ النُّون، أي: طيَّب بالحَنوط، وهو طِيبٌ يُطيَّب به الميِّت من طِيبٍ يُخلَط(2)، وهو الحِناط أيضًا، بكسر الحاء، قالت أسماء: (ولا تذروا على كفني حِنَاطًا).
          وأمَّا الابن الذي لسعيد بن زيد الذي حنَّطه ابن عمر، فهو عبد الرَّحمن بن سعيد، كما(3) رويناه في «جزء أبي الجهْم العلاء بن موسى الباهليِّ»، في نحو نصف الجزء، وفي بعض النُّسخ: (عبد الرَّحمن بن سعْد بن زيد)، وهي خطأٌ، والله أعلم.
          قوله: (وَلَمْ يَتَوَضَّأْ): تقدَّم أنَّه يقال فيه: (يتوضَّ)، و(يتوضَّأْ)، و(يتوضَّا) مُطَوَّلًا [خ¦138].
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمُسْلِمُ لَا يَنْجُسُ حَيًّا وَلَا مَيِّتًا): هذا الموقوف هنا على ابن عبَّاس رواه الحاكم مرفوعًا عنه، ثمَّ صحَّحه على شرطهما.
          وقوله: (لَا يَنْجُسُ): هو بضمِّ الجيم في أصلنا هنا وفي التي بعدها، وقد تقدَّم الكلام فيه، وفي «الصِّحاح»: (نجِس الشَّيءُ _بالكسر_ ينجَس)؛ يعني: بالفتح، وفي «أفعال ابن القطَّاع»: (نجِس الشيء _يعني: بالكسر_ ونجُس)؛ يعني: بالضَّمِّ، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ سَعِيدٌ): كذا في أصلنا(4)، وفي الطُّرَّة نسخةٌ: (سعْد)؛ وهو سَعْد بن أبي وقَّاص، وفي نسخة أخرى صحيحةٍ: (سَعْد) أيضًا؛ بغير ياء، وكذا في أصلنا الدِّمشقيِّ بلا تردُّد، وقد شرح شيخنا المؤلِّف على (سعْد)؛ بغير ياء، فقال: (وأمَّا أثر سَعْدٍ؛ فرواه ابنُ أبي شيبة عن يحيى بن سعيد القطَّان، عن الجَعْدِ، عن عائشة بنت سعْد، قالت: أُوذِن سعْدٌ بجنازة سعيد بن زيد وهو بالبقيع، فجاء فغسَّله...)، وذكر الأثرَ كلَّه، ولم يتعرَّض لسعيدٍ بزيادة (ياء) بالكليَّة، والله أعلم.
          قوله: (لَمَا مَسِسْتُهُ): هو بكسر السِّين الأولى، (أمَسُّه): بفتح الميم، وضمِّ السِّين، هذه هي اللُّغة الفصيحة، وحكى أبو عبيدة(5): (مسَسْتُ الشَّيء _بفتح الميم_ أمُسُّهُ؛ بضمِّها)، وربَّما قالوا: (مِسْتُ(6) الشَّيءَ)، يحذفون منه السِّينَ الأولى، ويحوِّلون كسرتها إلى الميم، ومنهم مَن لا يحوِّل، ويترك الميم على حالها مفتوحةً، وقد تقدَّم [خ¦880].
          قوله: (الْمُؤْمِنُ لَا يَنْجُسُ): تقدَّم أعلاه أنَّ فيه لغتين؛ فتحَ الجيم وضمَّها.


[1] في (ج): (فهو).
[2] في (أ) و(ب): (يخلطه)، ولعلَّ المثبت من (ج) هو الصواب.
[3] في (ب): (لما).
[4] في (ب): (لفظة لنا).
[5] في (أ) و(ب): (عبيد)، والمثبت موافق وللموضع السابق ولمصادره.
[6] في (ج): (أمست).