التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله

          قوله: (الإِيفَاضُ: الإِسْرَاعُ): هو بكسر الهمزة، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (وَقَرَأَ الأَعْمَشُ: ▬إِلَى نَصِبٍ↨): هو بفتح النُّون، وكسر الصاد، كذا هو مضبوط في أصلنا بالقلم، وفي نسخة هي على هامش أصلنا: ▬نُصْب↨؛ بضمِّ النُّون، وإسكان الصاد، وقال شيخنا الشَّارح: (في «المعاني» للفرَّاء: قرأ الأعمش وعاصم: {إِلَى نُصُبٍ}؛ بفتح النُّون؛ يريد: إلى شيء مَنْصوبٍ، وقرأ زيد بن ثابت: ▬نُصب(1) ↨؛ بضمِّ النُّون(2))، انتهى، وفي نسخةٍ في الأصل: (وقرأ الأعمش: ▬إلى نَصْب↨)؛ بفتح النُّون، وسكون الصاد بالقلم، وفي الهامش: بضمِّهما بالقلم.
          واعلم أنَّ جملة ما في ذلك من القراءات: العامَّة: {إِلَى نُصُبٍ}؛ بالفتح، وإسكان الصاد، وابن عامر وحفص: بضمَّتَين، وأبو عمران الجونيُّ ومجاهد: بفتحتين، والحسن وقتادة: بضمَّة وسكون، فالأولى: هو اسمٌ مفرد؛ بمعنى: العلم المنصوب الذي يسرع الشخص نحوه، وقال أبو عمرو: هو شبكة الصائد يسرع إليها عند وقوع الصيد فيها؛ مخافة انفلاته، وأمَّا القراءة الثانية؛ فتحتمل ثلاثة أوجه؛ أحدها: أنَّه اسم مفرد؛ بمعنى: الصنم المنصوب للعبادة، الثاني: أنَّه جمع (نِصَاب)؛ كـ(كُتُب وكِتَاب)، الثالث: أنَّه جمع «نَصْب»؛ نحو: (رَهْن ورُهُن)، و(سَقْف وسُقُف)، وجمع الجمع: أنصاب، وأمَّا الثالثة؛ فـ(فَعَل) بمعنى: مفعول؛ كـ(القَنَص)، والرابعة: تخفيفٌ من الثانية، هذا ما فيها من القراءات متواترةٍ وشاذَّةٍ، ولم أَقِفْ فيها على قراءةٍ للأعمش _والله أعلم_ إلَّا ما ذكره شيخنا عن الفرَّاء، والله أعلم.
          وفي السَّبعة منها: ما قرأه ابن عامر وحفص: {إِلَى نُصُبٍ}؛ بضمِّ النُّون والصاد، والباقون: بفتح النُّون، وإسكان الصاد، هذا على ما عليه(3) «التيسير» و«الشاطبيَّة»، والله أعلم.
          قوله: (وَالنُّصْبُ: وَاحِدٌ، وَالنَّصْبُ: مَصْدَرٌ)، الأوَّل: بضمِّ النُّون، وإسكان الصاد، والثانية: بفتح النُّون، وإسكان الصاد، كذا أيضًا(4) في أصلنا بالقلم، وعلى الأوَّل (صح).


[1] في (أ) مضبوطًا: (نُصْب)، وفي «معاني القرآن»: {نُصُبٍ}؛ بضمَّتين، وعزا ابنُ عطيَّة في «المحرَّر» ░15/109▒ لزيد ابن ثابت قراءته بضمَّتين.
[2] زيد في (ب): (وإسكان الصاد)، «معاني القرآن» ░3/186▒.
[3] (عليه): ليس في (أ).
[4] في (ب): (الصاد أيضًا وكذا).