التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ما من مولود إلا يولد على الفطرة

          1358- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ): تقدَّم مرارًا أنَّه الحَكَمُ بن نافع، وتقدَّم مُتَرْجَمًا مرَّةً [خ¦7].
          قوله: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ): تقدَّم أنَّه ابن أبي حمزة، وكذا تقدَّم (ابْنُ شِهَابٍ): أنَّه الزُّهريُّ مُحَمَّدُ بن مسلم الإمامُ.
          قوله: (يُصَلَّى): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (وَإِنْ كَانَ لِغَيَّةٍ): هي بفتح الغين المعجمة _وحكى ابن دريد: كسرَها_ وتشديد الياء المُثَنَّاة تحت، ثمَّ تاء التَّأنيث، و(الغَيَّة): نقيض الرِّشْدة؛ ومعناه: لِزَنْيَةٍ.
          مسألةٌ: اتَّفق العلماء رحمة الله عليهم(1): أنَّ أولاد الزِّنا يُصلَّى عليهم، ولا أعلم مَن خالف في ذلك إلَّا قتادة، والله أعلم.
          قوله: (مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ): هو بفتح همزة (أنَّه)، وهذا ظاهرٌ جدًّا، وكذا الثَّانية. /
          قوله: (إِذَا اسْتَهَلَّ): هو بفتح التَّاء؛ أي: صاح.
          قوله: (وَلَا يُصَلَّى عَلَى مَنْ لَا يَسْتَهِلُّ): (يُصلَّى): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.
          قوله: (يَسْتَهِلُّ): هو بفتح أوَّله وثالثه، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (سُـَـِقْطٌ): هو مُثلَّث السِّين، وهذا معروف، و(السِّقط): الولد يسقط قبل تمامه.
          قوله: (قَالَ ابْنُ شِهَابٍ...) إلى أن قال: (فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُحَدِّثُ): اعلم أنَّ هذا مُنقطِع؛ وذلك لأنَّ الزُّهريَّ لم يسمع من أبي هريرة، وقد قدَّمتُ مَن سمع منهم الزُّهريُّ مِن الصَّحابة قريبًا [خ¦1348]، وليس فيهم أبو هريرة، ولا أدرك أبا هريرة، وقد قدَّمتُ مولد الزُّهريِّ [خ¦1348]، وأبو هريرة تُوُفِّيَ سنة ░57هـ▒، وقال جماعة: سنة ░59هـ▒، ولم يذكره البخاريُّ للاحتجاج، واعتمادُه(2) على سنده الثاني: (عن الزُّهريِّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة) [خ¦1359]، وإن كان نازلًا؛ فهو مُتَّصل، كذا ذكره في آخر الباب [خ¦1359]، وفي (ذكر أولاد المشركين) [خ¦1385]، وفي (تفسير سورة الرُّوم) [خ¦4775]، والله أعلم.
          قوله: (كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ): (تُنتَجُ): هو(3) مضموم الأوَّل، ساكن الثاني، مفتوح الثالث، يقال: نُتِجت النَّاقة _على ما لم يسمَّ فاعله_ تُنْتَج؛ إذا حان نتاجها، قال يعقوب: إذا استبان حملها، وكذلك النَّاقةُ؛ فهي نَتُوجٌ، ولا تقل: مُنْتِج، وفي «القاموس»: (نُتِجت النَّاقة _كـ«عُنِي يُعنَى» مبنيًّا للمفعول_ نتاجًا وأُنتِجَتْ، وقد نَتَجَهَا أهلُها، وأنْتَجَتِ الفرسُ: حان نَتاجُها، فهي نَتُوجٌ لا مُنتِجٌ).
          و(البهيمة): قال الزُّبيديُّ في «مُختَصر العين»: (كلُّ ذات أربع من دوابِّ البرِّ والبحر).
          وقوله: (بَهِيمَةً): هي منصوبة على المعنى؛ لأنَّ المعنى: تُنْتَجُ البهيمةُ بهيمةً؛ [أي: تلد بهيمةً]، فهي مفعولة لـ(تلد)، والله أعلم.
          قوله: (جَمْعَاءَ): هو بالمدِّ؛ أي: حاملة(4)، قاله ابن وهب، وقال غيره: مجتمعة الخَلْق، لا عاهةَ بها ولا نقصَ، وبيَّنه بعد ذلك بقوله: (هل تحسُّ فيها من جدعاء؟).
          قوله: (هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا؟): هو بضمِّ أوَّله، وكسر ثانيه، يقال: (أحسَّ)، وهي(5) أفصح، و(حسَّ) لغةٌ.
          قوله: (مِنْ جَدْعَاءَ): هو ممدودٌ، وبالدَّال المهملة، وإنَّما قيَّدتُ الدَّال؛ لأنِّي سمعتُ مَن يقرؤها بالإعجام، وقد رددت عليه، و(الجدْع): قطع الأذن.
          قوله: ({فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم:30]): (الفطرة): الملَّة، وقيل: المراد: ابتداء الخِلقة وما فُطِرَ عليها في الرَّحم مِن سعادة أو شقاء(6)، وأبواه يحكمان له وعليه بحكمهما في الدُّنيا، وقيل: الفطرة هنا: أصل الخلقة من السَّلامة، والفطرة: ابتداء الخلقة؛ أي: يخلق سالمًا من الكفر وغيره، مُهيَّئًا لقبول الصَّلاح والهدى، ثمَّ أبواه يحمِلانه بَعدُ على ما سبق له في الكتاب، كما قال في آخر الحديث: «كَمَا تُنْتَجُ البَهيمةُ بهيمةً جمعاء، هل تحسُّون فيها من جدعاء؟»، وقيل: على فطرة الله؛ يعني: حكمه، والله أعلم.


[1] في (ب): (▓).
[2] في (ب): (واعتمده).
[3] (هو): ليس في (ب).
[4] في (ج): (كاملة)، وفي (أ) محتملة الوجهين، والمثبت موافق لما في المصادر.
[5] في (ج): (وهو).
[6] في (ب): (شقاوة).