التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب موت يوم الاثنين

          قوله: (بَاب مَوْتِ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ): تنبيهٌ: جاء في حديثٍ في «التِّرمذيِّ» من حديث عبد الله بن عَمرٍو: قال رسول الله صلعم: «ما من مسلمٍ يموتُ يومَ الجمعة أو ليلةَ الجمعة؛ إلَّا وقاهُ اللهُ فتنةَ القبر»، قال أبو عيسى: (هذا حديث غريب، ليس إسنادُه بمتَّصلٍ، ربيعةُ بنُ سيفٍ(1) يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبُليِّ، عن عبد الله بن عَمرو، ولا نعرفُ لربيعةَ بنِ سيفٍ سماعًا من عبد الله بن عمرو) انتهى كلام التِّرمذيِّ، وقد أخرج هذا الحديثَ الحكيمُ التِّرمذيُّ محمَّد بن عليٍّ الحافظ في «نوادره» عن ربيعة بن سيف الإسكندريِّ، عن عِياض بن عقبة الفِهْريِّ، عن عبد الله بن عَمرو...؛ فذكره، وقال ابنُ عساكر متعقِّبًا قولَ التِّرمذيِّ: (وربيعة يروي عن فَضالة بن عُبَيد)، انتهى، زاد المِزِّيُّ: (رواه بشر بن عمر الزَّهرانيُّ وخالد بن نزار الأيليُّ، عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عِياض بن عقبة الفِهريِّ، عن عبد الله بن عمرو، ورواه اللَّيث بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف: أنَّ ابنًا لعياض بن عقبة تُوفِّي يوم جمعة، فاشتدَّ وجدُه عليه، فقال له رجل من صَدِفَ(2): يا أبا يحيى؛ أفلا أبشِّرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو بن العاصي...؛ فذكره)، انتهى، ومعنى كلام ابن عساكر: أنَّ ربيعة روى عن فَضالة بن عُبيد؛ يعني: وهو تُوفِّيَ في سنة ثلاث وخمسين _وقد شهد أُحُدًا_، وعبدُ الله تُوفِّي سنة خمس وستِّين.
          تنبيهٌ: هذا الحديث قال الذَّهبيُّ في ترجمة هشام بن سعد المذكور في سند هذا الحديث: (ومن مناكيره...)؛ فذكره مع غيرِه، انتهى.
          وقد تقدَّم [خ¦86] أنَّ الذي يقي(3) فتنة القبر: موتُه في الرِّباط، والقتلُ في سبيل الله، والبَطَنُ؛ وهو(4) الاستسقاء أو الإسهال؛ قولان، والصحيح: الأوَّل، وقراءةُ (سورة تبارك) [كلَّ ليلة]، وموتٌ يومَ الجمعة أو ليلتَها، وقد ذكر القرطبيُّ ذلك مطوَّلًا بأدلَّته في «تذكرته».


[1] في (ب): (شيبة)، وهو تحريف.
[2] في (ج): (صدق)، وهو تصحيف.
[3] في (ج): (نعى)، وهو تحريف.
[4] (هو): سقطت من (ب).