التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض

          7510- قوله: (حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ العَنَزِيُّ): هو بفتح النون، وهذا ظاهِرٌ معروفٌ، نسبه إلى عَنَزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وهو بفتح العين المُهْمَلَة والنون، وبالزاي.
          قوله: (اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ): هؤلاء النَّاس الذين مع معبد بن هلال العَنَزيِّ لا أعرفهم.
          قوله: (وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ): هو ثابت بن أسلم، أبو مُحَمَّد البُنانيُّ مولاهم، البصريُّ، أحد الأعلام.
          قوله: (أَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ): (أوَّلَ): مَنْصُوبٌ، وكذا هو في أصلنا، وعليه (صح).
          قوله: (فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ): هو بالحاء المُهْمَلَة، والزاي، وهي كنية أنس بن مالك، كنَّاه بها النَّبيُّ صلعم ببقلة كان يجتنيها، وفي كلام النَّوويِّ: (يحبُّها).
          قوله: (فَأَخِرُّ(1) لَهُ سَاجِدًا): تَقَدَّمَ أنَّ هذه السجدةَ والتي بعدَها كلُّ واحدةٍ منهما مقدارها مقدار جمعةٍ، وتَقَدَّمَ أنَّ في بعض الأجزاء: أنَّ هذه الجمعةَ مقدارُ سبعين سنةً، فكلُّ يوم بعشر سنين [خ¦3340].
          قوله: (فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ): هما مرفوعان، وكذا الثانية: (فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ)، وكذا الثالثة.
          قوله: (فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ؛ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِي(2)): قائل ذلك هو معبد بن هلال العَنَزيُّ المذكورُ في السند، و(بعض أصحابه): لا أعرفه.
          قوله: (لَوْ مَرَرْنَا بِالحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ): (الحسن): هو ابنُ أبي الحسن البصريُّ، أحد الأعلام المشهورين، واسم أبي الحسن يسارٌ، و(التواري): الاختفاء، وكان متواريًا من الحَجَّاج ابن يوسف الثقفيِّ، و(أبو خليفة) هذا: لا أعرف له ترجمةً، وكشفتُ عليه عدَّة كتب في الأسماء؛ فلم أره، والله أعلم.
          قوله: (فَقَالَ: هِيهِ): هي بكسر الهاء الأولى، وإسكان المُثَنَّاة تحت، وكسر الهاء الثانية، وكذا الثانية، تُقال في استزادة الحديث، وكذا (إيه)، وهي بمعنى: (إيه)، فأبدلوا من الهمزة هاءً، و(إيه): تَقَدَّمَ الكلام عليها [خ¦3683].
          قوله: (فَحَدَّثْنَاهُ بِالحَدِيثِ): هو بإسكان الثاء، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: (وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً): قال في «المطالع»: (أي: مجتمع العقل والحفظ في كهولته قبل شِيَخِه، ووَهَنِ جسمِه، واختلالِ ذُكْرِه، وتفرُّقِ ذِهنه)، انتهى، ونحوُه لابن الأثير في «نهايته»، ولفظه: (أي: مجتمِع الخَلْق، قَوِيٌّ، لم يَهرَم ولم يَضْعُف، والضميرُ راجعٌ إلى أنس)، انتهى.
          تنبيهٌ: لا أعرف أحدًا من الصَّحَابة أنَّه خَرِفَ واختلط إلَّا ما ذُكر عن بُسر بن أرطاة بن أبي أرطاة، وقد اختُلِف في صحبته؛ فقيل: لم يسمع من النَّبيِّ صلعم، قُبِضَ وهو صغيرٌ، هذا قول الواقديِّ، وابنِ مَعِين، وأحمدَ، وغيرِهم، وقالوا: خرف في آخر عمره، وأمَّا أهل الشام؛ فيقولون: سمع من النَّبيِّ صلعم، ذكر ذلك ابن عَبْدِ البَرِّ في «الاستيعاب»، وقد ذكر القاضي عياض في «الشِّفا» في (فصل: ومن ذلك ما أُطلِع عليه من العيوب): (أنَّ سَمُرة بن جندب هَرِم وخَرِف)، انتهى، وأمَّا أنا؛ فلم أرَ أحدًا ذكره بذلك، بل ولا أعلم أحدًا من الصَّحَابة أنَّه خَرِف إلَّا ما حكيتُه لك عن (بُسْر) على القول بأنَّه صحابيٌّ، والله أعلم، والقاضي رجلٌ عالمٌ كثيرُ الاطِّلاع، ولا يذكر ذلك عن صحابيِّ إلَّا عن ثقةٍ، وكذا لو كان غيرَ صحابيٍّ فضلًا عنِ الصَّحَابيِّ.
          وفي «صحيح مسلم» في (الغسل) عن سفينة _وهو من أصحاب النَّبيِّ صلعم، وقد اختُلف في اسمه_ قال فيه أبو ريحانة وهو الراوي عنه: (وقد كان كَبِر، وما كنتُ أثِقُ بحديثه)؛ يعني: أنَّه كَبِر في السِّنِّ، لا أنَّه خَرِف، وقد تُوُفِّيَ بعد السبعين من الهجرة.


[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق) بعد الإصلاح: (وَأَخِرُّ).
[2] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق) بعد الإصلاح: (أَصْحَابِنَا).