شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب حسن التقاضي

          ░5▒ بَابُ حُسْنِ التَّقَاضِي
          فيهِ حُذَيْفَةُ، قَالَ النَّبيُّ صلعم: (مَاتَ رَجُلٌ فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ(1): كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ فَأُخَفِّفُ عَنِ المُوسِرِ، وأَتَجَاوَزُ عَنِ(2) المُعْسِرِ، فَغُفِرَ لَهُ)، قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبيِّ ◙. [خ¦2391]
          قالَ المؤلِّفُ(3): في هذا الحديث ترغيبٌ عظيمٌ في حُسْنِ التَّقاضي، وأنَّ ذلك ممَّا يدخل الله به الجنَّة، وهذا المعنى نظير قوله ◙: ((خَيْرُكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءٌ)) فجاء التَّرغيب في كِلا الوجهين في حسن التَّقاضي لربِّ الدَّين وفي حسن القضاء(4) للَّذي عليه الدَّين(5)، كلٌّ قد رغب في الأخذ بأرفع الأحوال، وترك المشاحة في القضاء والاقتضاء، واستعمال مكارم الأخلاق في البيع والشِّراء والأخذ والإعطاء، وقد جاء هذا كلُّه في حديث جابرٍ أنَّ النَّبيَّ صلعم قالَ: ((رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وإِذَا اشتَرَى، وإذا اقتَضَى)) ذكره في أوَّل كتاب البيوع [خ¦2076].


[1] قوله: ((فقال)) ليس في (ص).
[2] في (ز): ((أُبَايِعُ النَّاسَ وأتجوَّز عَنِ الْمُوسِرِ، وأخفف عَنِ)).
[3] قوله: ((قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبيِّ ◙. قال المؤلِّف)) ليس في (ز).
[4] قوله: ((لربِّ الدَّين وفي حسن القضاء)) ليس في (ص).
[5] قوله: ((الدَّين)) ليس في (ز).