شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها أو إتلافها

          [░2▒ بَابُ مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَوْ إِتْلاَفَهَا
          فيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبيِّ صلعم قَالَ: (مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَها(1) يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ). [خ¦2387]
          هذا حديثٌ(2) شريفٌ ومعناه: الحضُّ على ترك استئكال أموال النَّاس والتَّبرُّء(3) عنها، وحسن التَّأديَّة إليهم عند المداينة، وقد حرَّم الله في كتابه أكل أموال النَّاس بالباطل، وخطب النَّبيُّ صلعم بذلك في حَجَّة الوداع، فقالَ: ((إِنَّ دِمَاءَكُمْ(4) عَلَيْكُمْ حَرَامٌ)) يعني مِنْ بعضكم على بعضٍ، وفي حديث أبي هريرةَ أنَّ الثَّواب قد يكون مِنْ جنس الحسنة، وأنَّ العقوبة قد تكون مِنْ جنس الذَّنب(5)، لأنَّه جعل مكان أداء الإنسان أداء الله عنه، ومكان إتلافه إتلاف الله له.]
(6)


[1] في المطبوع: ((أخذ)).
[2] في المطبوع: ((الحديث)).
[3] في المطبوع: ((والتَّنزُّه)).
[4] زاد في المطبوع: ((وأموالكم)).
[5] في المطبوع: ((الذُّنوب)).
[6] ما بين معقوفتين مطموس في (ص).