عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه
  
              

          6766- 6767- (ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ _هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ_: حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدٍ ☺ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَهْوَ يَعْلَمُ أنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ؛ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ».
          -فَذَكَرْتُهُ لَابِي بَكْرَةَ فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلعم .
          (ش) مطابقته للترجمة مِن حيث إنَّها بعض الحديث.
          و(خَالِدٌ) شيخ [شيخ] البُخَاريِّ، هو ابن عبد الله [الطحَّان الواسطيُّ، وشيخه (خَالِد) ابن مِهْرَان الحذَّاء، يروي عن (أَبِي عُثْمَان) عبد الرَّحْمَن النَّهْدِيِّ، و(سَعْدٌ) هو] ابن أبي وَقَّاصٍ ☺ .
          والحديث مضى في (المغازي) في (غزوة حنين) مِن رواية عاصمٍ الأحول عن أبي عثمان: سمعت سعدًا وأبا بكرة.
          قوله: (مَنِ ادَّعَى) أي: مَنِ انتسب (إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ) والحالُ يعلمُ أنَّهُ غيرُ أبيه، وفي رواية مسلمٍ: «مَنِ ادَّعى أبًا في الإسلام غير أبيه» والباقي مثله.
          قوله: (فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ) وفي الحديث الآتي: (فقد كفر) يعني: إذا استحلَّ؛ لأنَّ الجنَّة ما حُرِّمت إلَّا على الكافرين، أو المراد كفران النعمة وإنكار حقِّ الله وحقِّ أبيه، أو هو للتغليظ؛ كقوله: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ}[آل عِمْرَان:97].
          قوله: (فَذَكَرْتُهُ) أي: قال أبو عثمان: فذكرتُ الحديثَ (لَابِي بَكْرَةَ) بفتح الباء المُوَحَّدة، واسمُه نُفَيعٌ _مصغَّر (نفع) _ الثَّقَفيُّ.