عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}
  
              

          ░14▒ (ص) بابٌ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ [وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا] وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[النساء:176].
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكرِ قوله ╡ : ({يَسْتَفْتُونَكَ}...) الآية، وإِنَّما ترجم بهذه الآية لأنَّ فيها التنصيصَ على ميراث الإخوة.
          قوله: ({يَسْتَفْتُونَكَ}) مِنَ الاستفتاء؛ وهو طلب الفتوى، وهو جواب الحادثة, والتقدير: يستفتونك في الكلالة ({قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}) فحُذِفَ الَاوَّل لدلالة الثاني عليه.
          قوله: ({إِنِ امْرُؤٌ}) أي: إن هلك امرؤ، فحُذِفَ لدلالة الثاني عليه؛ أي: إن امرؤ ماتَ، وقد مرَّ تفسير (الكَلالة) عَن قريبٍ.
          قوله: ({وَلَهُ أُخْتٌ}) أي: مِن أبيه وأمِّه، أو أبيه؛ لأنَّ ذكر أولاد الأمِّ قد سبق في أَوَّل السورة.
          قوله: ({فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ}) بيان فرضها عند الانفراد.
          قوله: ({أَنْ تَضِلُّوا}) أي: لئلَّا تضلُّوا, وقال البَصْريُّون: هذا خطأ, لا يجوز إضمارُه، والمعنى عندهم: كراهيةَ أن تضلُّوا، وقيل: معناه: يبيِّن الله لكم الضلال؛ كما في قولك: يعجبني أن تقوم؛ أي: قيامُك.