مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة

          ░2▒ باب إماطة الأذى
          فيه حديث سلمان وقد سلف.
          ثم ساق حديث الحسن وسلف وإماطة الأذى عن الصبي هو حلق الشعر الذي على رأسه، والعقيقة أصلها الشعر الذي يكون على رأس الصبي.
          وسميت الشاة بذلك؛ لأنه يحلق رأسه عند ذبحها، فسميت باسم ذلك الشعر كما سموا النجو عذرة، وإنما العَذِرة فناء الدار؛ لأنهم كانوا يلقون ذلك بأفنيتهم / ، وكما في تسمية الحدث بالغائط، وإنما هو المكان المطمئن من الأرض، كانوا يتناوبونه للحاجة، وذلك كثير في كلام العرب أن ينقلوا اسم الشيء إلى ما صاحبه.
          ومعني ((أميطوا)): أزيلوا وأنقوا، قال الكسائي: مطت عنه الأذى وأمطت: نحيت، قال المهلب: ومعنى الأمر بإماطة الأذى عنه وإراقة الدم يوم سابعه: (تنسيكه) لله تعالى؛ ليبارك فيه؛ ويطهر بذلك، وليس ذلك على الحتم.
          وروى مالك في ((الموطأ)) أن فاطمة بنت رسول الله وزنت شعر حسن وحسين وتصدقت بزنته فضه، قال أصحابنا: فيستحب ذلك.
          وفي قوله: (أميطوا عنه الأذى) رد لقول الحسن البصري وقتادة أن الصبي تطلى رأسه بدم العقيقة؛ لأن الدم من أكبر الأذى، فغير جائز أن ينجس به رأس الصبي.
          والرباب في حديث سلمان قيل: إنه اسم امرأة، ذكره ابن التين. قال الزجاج: الرباب بالفتح سحاب أبيض، ويقال: إنه السحاب الذي نراه كأنه دون السحاب، قد يكون أسود، وقد يكون أبيض، الواحدة: ربابة، وسميت المرأة الرباب.