الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب إثم الغادر للبر والفاجر

          ░22▒ (باب إِثْمِ) أي: بيانِ إثمِ (الْغَادِرِ) بالغين المعجمةِ، من: الغدر؛ أي: الذي عاهَدَ وحالَفَ على فعلٍ وأخلَفَه بغيرِ عُذرٍ (لِلْبَرِّ) بفتحِ الموحَّدة؛ أي: المحسِنِ الصالحِ (وَالْفَاجِرِ) بالجيم، خلافُه، و((للبَرِّ)) متعلِّقٌ بـ ((الغادر)) و((الفاجرِ)) معطوفٌ على ((البَرِّ)) أي: أنه يحرُمُ على الإنسانِ مطلَقاً المعاهِدِ لبَرٍّ أو فاجرٍ أن يغدُرَ به؛ لأنه جنايةٌ بلا سببٍ وظلمٌ، فلا فرقَ في حُرمتِهما بين البَرِّ والفاجر؛ لأنه كما يحرُمُ ظلمُ البرِّ، يحرُمُ ظلمُ الفاجر.