الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الموادعة من غير وقت

          ░20▒ (باب الْمُوَادَعَةِ) أي: المتارَكةِ والمصالَحةِ (مِنْ غَيْرِ وَقْتٍ) أي: من غيرِ تعيينِه، ويطلَقُ على الموادَعةِ: مُهادَنةٌ (وَقَوْلِ النَّبِيِّ) وفي بعضِ الأصول: <وقال النبيُّ> (صلعم أُقِرُّكُمْ) بضمِّ الهمزةِ وكسرِ القاف وتشديد الرَّاء، والخطابُ لأهلِ خيبرَ؛ أي: أُبقيكُم فيها لتعمَلوا لي في أرضِها (ما) مصدرية، ولأبي ذرٍّ: <على ما> (أَقَرَّكُمُ اللَّهُ) فعلَيها: الأنسبُ جَعلُ ((ما)) موصولةً أو موصوفةً، فافهم.
          (بِهِ) سقط لفظُ: <به> لابنِ عساكِرَ وأبي ذرٍّ، ووقع في بعضِ النُّسخِ بعدَ الجلالةِ: ((╡)).
          وتقدَّمَ الحديثُ تامًّا في الصُّلحِ مع الكلامِ عليه مبسوطاً، والغرضُ من ذكرِه الإشارةُ إلى أنه ليس للمُهادَنةِ حدٌّ معلومٌ، بل الأمرُ موكولٌ فيه إلى رأيِ الإمامِ مُراعياً فيه الأحظِّ والأحوَطِ للمسلمين، لكن تقدَّمَ قريباً أنها عند الضَّرورةِ لا تزيدُ على عشْرِ سنينَ عند الشافعيَّة.