الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب: إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه

          ░20▒ (بابٌ إِذَا ضَرَبَ) أي: الرجلُ (الْعَبْدَ) أي: لتأديبِهِ، فالفعلُ مبنيٌّ للفاعل، و((العبدَ)) مفعولُه على ما رأيناهُ في الأصُولِ مضبوطاً واقتضاه كلامُ الشُّرَّاح، / ولو بنى الفعلَ للمجهولَ ورفعَ ((العبدُ)) على النِّيابةِ عن الفاعلِ لم يمتنِعْ (فَلْيَجْتَنِبِ) بسكون الجيم فتاء مفتوحة، وفي بعض النُّسخ: <فليتجنَّبْ> بتقديم المثناة الفوقية وفتحِها كالجيم؛ أي: فليحذَرْ (الْوَجْهَ) أي: وجوباً لتعظيمِهِ وإكرامِه، فقد قال المهلَّبُ: لأنَّ اللهَ تعالى خلقَه بيدِه، وقال غيرُه: ولأنه لطيفٌ يجمَعُ المحاسِنَ وبعضَ الحواسِّ الظاهرةِ وكلَّ الحواسِّ الباطنةِ.
          وقال الداوديُّ: لأنَّ فيه أكثرَ الجوارحِ وأكثرَ أمورِ الوضُوءِ والجبهةَ _وهي من المساجدِ_ واللِّسانَ والفمَ، انتهى.
          قال في ((الفتح)): ذِكرُ العبدِ ليس قيداً، وإنما خُصَّ بالذِّكرِ لأنَّ المقصودَ هنا بيانُ حُكمِ الرقيق، كذا قرَّرَه بعضُ الشُّرَّاح، قال: وأظنُّ أنَّ المصنِّفَ أشارَ إلى ما أخرجَه في ((الأدب المفرد)) عن أبي هريرةَ بلفظ: ((إذا ضرب أحدُكم خادمَه فليجتَنبِ الوجهَ)).