الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

بابُ بيع المدبر

          ░9▒ (باب بَيْعِ الْمُدَبَّرِ) أي: جوازِه، وحينئذٍ فيبطُلُ تدبيرُه، وقال في ((الفتح)): أي: جوازِه، أو ما حكمُه، قال: وتقدَّمَتْ هذه الترجمةُ بعينِها في البيوعِ، ولعلَّ فائدةَ إعادتِها اختلافُ السَّندِ وبعضِ المتنِ، ولم يعيَّنُ الحكمُ للاختلافِ فيه، و((المدبَّر)) بتشديد الموحدة، اسمُ مفعولٍ من: دبَّرَه تدبيراً: إذا أعتقَه بعد موتِهِ، كذا في ((المصباح)).
          وقال في ((القاموس)): والتَّدْبِيرُ: النَّظَرُ في عواقبِ الأمورِ كالتَّدبُّرِ، وعتْقُ العبدِ عن دُبُرٍ، وروايةُ الحديثِ ونَقْلُهُ عن غيرِكَ، انتهى.
          وقال شيخُ الإسلام: المدبَّر: هو الذي علَّقَ سيدُه عتقَه على الموتِ، وسُمِّيَ به؛ لأنَّ الموتَ دبُرُ الحياة، أو لأنَّ السَّيدَ دبَّرَ أمرَ دنياه باستخدامِه واستِرقاقِه، وأمرَ آخرتِه بإعتاقِه.