الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب رعي الغنم على قراريط

          ░2▒ (باب رَعْيِ الْغَنَمِ) من إضافةِ المصدر إلى مفعولِه بعد حذفِ فاعلِه؛ أي: بابُ جوازِ رَعيِ الشَّخصِ الغنَمَ، ومثلُ الغَنمِ غيرُها من نحوِ إبلٍ (عَلَى قَرَارِيطَ) جمعُ: قِيراطٍ، وأصله: قِرَّاطٌ _بتشديد الراء_، فلذلك جُمع على: قَراريطَ _بتكرير الراء_؛ كَدنانيرَ جمع: دينارٍ، وأصلُه: دِنَّارٌ، فأُبدلَ في الموضعَين أحدُ حرفَي التضعيفِ ياءً، وهو كثيرٌ في لغةِ العرب.
          قال العينيُّ كالكرمانيِّ: والقِيراطُ: نِصفُ دانِقٍ، وقيل: نصفُ عُشْرِ الدِّينارِ، وقيل: جزءٌ من أربعةٍ وعشرين جُزءاً.
          قال في ((النهاية)): في حديثِ أبي ذرٍّ: ((ستفتَحون أرضاً يُذكَرُ فيها القِيراطُ، فاستَوصوا بأهلِها خيراً، فإنَّ لهم ذِمَّةً ورَحِماً)) قال: وهو جزءٌ من أجزاءِ الدُّنيا، وهو نصفُ عُشْرِه في أكثرِ البلادِ، وأهلُ الشامِ يجعلونَه جزءاً من أربعةٍ وعشرينَ، قال: وتكرَّرَ ذكرُ القيراطِ في الحديثِ مُفرَداً وجمعاً، انتهى.
          وقال في ((القاموس)): القيراطُ والقِرَّاطُ _بكسرهما_ يختلِفُ وزنُه بحسَبِ البلادِ، فبمكَّةَ: رُبعُ سُدُسِ الدِّينارِ، وبالعراقِ: نصفُ عُشْرِه، انتهى.
          وسيأتي آخرَ الحديثِ لذلك زيادةُ بحثٍ.