نجاح القاري لصحيح البخاري

باب مناقب عمار وحذيفة

          ░20▒ (مَنَاقِبُ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ ☻ ) أمَّا عَمَّار _بفتح المهملة وتشديد الميم_ فهو ابنُ ياسر، ضدُّ العاسر، ويكنى بأبي اليقظان العنسي _بالنون وبالمهملة_ هاجر الهجرتين، وصلَّى إلى القبلتين، ذكره الكرمانيُّ، وأمُّه: سُميَّة _بالمهملة_ مصغراً أسلم هو وأبواه قديماً، وعُذِّبوا لأجل الإسلام، وقتلَ أبو جهل أمَّه فكانت أوَّل شهيد في الإسلام، ومات أبوه قديماً، وعاش عمَّار ☺ إلى أن قُتِل في وقعة صفين. وكان مع عليِّ بن أبي طالب ☺ مع الفئة العادلةِ سنة سبع وثلاثين، وكان قد ولي شيئاً من أمورِ الكوفة، فلهذا نسبه أبو الدَّرداء إليها.
          وأمَّا حذيفة فهو ابن اليمان بن جابر بن عَمرو العبسي _بالباء الموحدة_ حليف بني عبد الأشهل من الأنصار، وأسلمَ هو وأبوه اليمان، كما سيأتي [خ¦3824] وولي حذيفة ☺ بعضَ أمور الكوفة لعمر ☺، ووليَ إمرة المدائن ومات بعد قتلِ عثمان ☺ بيسيرٍ، وكان عمَّار ☺ من السَّابقين الأوَّلين، وحذيفة ☺ من القدماء في الإسلام أيضاً إلَّا أنَّه متأخِّر فيه عن عمَّار.
          وإنما جمع البخاريُّ بينهما في الترجمة لوقوع الثَّناء عليهما من أبي الدَّرداء ♥ في حديث واحد [خ¦3742]. وقد أفردَ ذكر ابن مسعود ☺ وإن كان ذكر معهما لوجودِ ما يُوافق شرطَه غير ذلك من مناقبه.
          وقد أفردَ ذكر حذيفة ☺ في أواخر المناقب [خ¦63/22-5722]، وهو ممَّا يؤيِّد أنَّه لم يُهذِّب ترتيب من ذكرهُ من أصحاب هذه المناقب.
          ويحتمل أن يكون إفراده بالذِّكر أنَّه أرادَ ذكر ترجمة والده اليمان، والله تعالى أعلم.